عبدالقادر شهيب
أستطيع أن ألاحظ أن أمريكا – بما تملكه من أجهزة وخبراء – تعاني من الارتباك.. بسبب الصدام العسكري الذي نشب بين إسرائيل وإيران. وظهرت مظاهر هذا الارتباك، في إعلان المتحدثة بإسم البيت الأبيض أن ترامب غادر قمة السبع مبكراً، بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران. ثم نفى ترامب ذلك فيما بعد، مؤكداً أن تلك المغادرة المبكرة.. لا علاقة لها بأحداث الشرق الأوسط، أو بمحاولة إيقاف الحرب.. مؤكداً أن ماكرون.. الذي قال – هو الآخر – ذلك، لا يعلم شيئاً!
ومن مظاهر الارتباك الأمريكي أيضاً، رفض ترامب التوقيع على البيان الختامي لقمة السبع، الذي يدعو لعدم التصعيد في المنطقة، رغم أن البيان يدعم إسرائيل.. في حق الدفاع عن النفس، ويرفض امتلاك إيران لسلاح نووي. وأيضاً.. رغم دعوة ترامب إيران بالعودة إلى التفاوض حول برنامجها النووي، وعدم إضاعة فرصة ذلك!
وأعتقد أن الارتباك.. سببه هو عدم الاتفاق داخل الإدارة الامريكية، على المدى الزمني لاستمرار الصدام العسكري بين إسرائيل وإيران، حتى لا تتورط أمريكا.. أولاً: في حرب مباشرة مع إيران. وثانيا: حتى لا تتصاعد أسعار النفط، بما يزيد من ارتفاع التضخم في أمريكا. فإدارة ترامب تريد تعرُّض إيران لأقصى ضغط ممكن. وفي ذات الوقت، تريد تلافي الأثار السلبية عليها لتصاعد هذا الضغط.
أضف إلى ذلك أيضاً.. أن إسرائيل – بعد أيام قليلة من المواجهة العسكرية – بدأت تطلب النجدة من أمريكا، لانها تتعرَّض لدمار واسع.. لم يسبق أن تعرَّضت له من قبل. أي إنها تريد مشاركة امريكية – مباشرة وصريحة وكبيرة – لحمايتها، ومساعدتها على تخفيف أضرار الحرب.. التي فاجأت الاسرائيليين وصدمتهم.
نقلاً عن «فيتو»
