أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم الجمعة، أن القوات الروسية تحاول تنفيذ اقتحام بري على الحدود من جهة منطقة كورسك، التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية جزئياً منذ أشهر.
وأكدت وكالة حكومية أوكرانية معنية برصد المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن “القوات الروسية تحاول حاليًا اقتحام الحدود عبر هجمات مشاة دون استخدام مركبات، فيما تتصدى قوات الدفاع الأوكرانية لهذه المحاولات، وتُكبّد العدو خسائر متتالية”. وأشارت إلى أن “القتال لا يزال مستمراً، ولم يحدث أي اختراق حتى الآن.”
كورسك.. ورقة مساومة بيد أوكرانيا؟
وكان الجيش الأوكراني قد دخل منطقة كورسك الروسية في أغسطس 2024، ونجح في السيطرة على مئات الكيلومترات المربعة من أراضيها، وهي مساحة تأمل كييف في استخدامها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع موسكو.
في المقابل، ترفض روسيا تمامًا أي طرح يتعلق بتبادل الأراضي، رغم سيطرتها على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، التي أعلنت موسكو ضمها رسمياً في السنوات الماضية.
هجوم روسي مضاد وتراجع أوكراني
في إطار التصعيد المتواصل، شنّت القوات الروسية خلال الأشهر الماضية هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على منطقة كورسك، ما أدى إلى تراجع القوات الأوكرانية بفعل قلة أعدادها ونقص الإمدادات.
ووفقاً لأحدث البيانات الأوكرانية في منتصف فبراير، باتت القوات الأوكرانية تسيطر على نحو 500 كيلومتر مربع فقط في كورسك، مقارنةً بـ 1400 كيلومتر مربع كانت قد أعلنت السيطرة عليها خلال الهجوم الأول في أغسطس الماضي، أي أنها فقدت نحو ثلثي المساحات التي كانت تحت سيطرتها.
من جهتها، أكّدت الكرملين مرارًا أن الأراضي الأوكرانية التي ضمّتها روسيا لن تكون موضع تفاوض تحت أي ظرف، وذلك في موقف حاسم يعكس تشدد موسكو تجاه أي اتفاق سلام محتمل.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير استخباراتية أن كوريا الشمالية أرسلت دفعات إضافية من القوات لدعم العمليات الروسية على الجبهات المختلفة، في تطور يعكس اتساع دائرة الحرب إلى ما هو أبعد من الحدود الروسية الأوكرانية.