دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت حكومة بنيامين نتنياهو إلى فتح قنوات تواصل مع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، مشددًا على أهمية تحقيق الهدوء والتفاهمات الأمنية على المدى القريب، والسعي نحو معاهدة سلام مع دمشق على المدى البعيد.
وفي مقابلة مع موقع “المونيتور”، أكد أولمرت أن إسرائيل يجب أن تُبلِغ الرئيس السوري الجديد باستعدادها للحوار، معتبرًا أن التوصل إلى تفاهمات مع سوريا قد يُسهم في تمهيد الطريق لمحادثات سلام أوسع تشمل لبنان أيضًا.
نتنياهو يرفض التسامح مع أي وجود عسكري سوري في الجنوب
في المقابل، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد شدد الشهر الماضي على أن إسرائيل لن تتسامح مع وجود قوات تابعة للحكومة السورية في جنوب سوريا، مطالبًا بنزع السلاح من هذه المنطقة، في موقف يعكس استمرار التوتر بين تل أبيب ودمشق.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تسمح بأن يصبح جنوب سوريا نسخة أخرى من جنوب لبنان، محذرًا من أن أي محاولة لقوات النظام السوري أو الفصائل المسلحة للتمركز في المنطقة العازلة ستُواجه برد عسكري مباشر.
ومع انهيار حكم بشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثّفت إسرائيل وجودها في المنطقة العازلة التي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة داخل سوريا، في خطوة اعتبرتها ضرورية لضمان أمنها القومي، حيث أكد نتنياهو أن احتفاظ إسرائيل بمواقعها هناك يأتي كإجراء دفاعي بحت وفق ما تقتضيه الضرورة.
استراتيجية إسرائيل في سوريا: بين الدروز والوجود التركي
يأتي هذا في وقت تزايدت فيه المؤشرات حول محاولات إسرائيل لكسب تأييد الطائفة الدرزية في سوريا، حيث أكدت تل أبيب مرارًا التزامها بحماية الدروز من أي تهديد محتمل. كما يرى مراقبون أن إسرائيل تسعى إلى مواجهة الوجود التركي في شمال سوريا، حيث قد يكون ذلك دافعًا إضافيًا لتكثيف اتصالاتها مع الإدارة السورية الجديدة.