أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” عن اعتقال شابين من بلدة نيشر شمال البلاد، بشبهة التورط في أنشطة تجسس لصالح إيران، من بينها محاولة مراقبة منزل وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتركيب كاميرات مراقبة في محيطه.
ووفقًا لما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن أحد المعتقلين كان على اتصال مباشر بجهات إيرانية عبر الإنترنت، ونفذ لصالحها عدة مهام مقابل مبالغ مالية ضئيلة. من بين تلك المهام نقل طرد يُشتبه في احتوائه على مواد متفجرة، ما يثير تساؤلات أمنية خطيرة حول طبيعة الأوامر التي تلقاها وأهدافها المحتملة.
التحقيقات كشفت أن المتهمين حاولا تنفيذ عمليات مشابهة في أوقات سابقة، إلا أن هذه المحاولة الفاشلة أُحبطت في الوقت المناسب. ووفقًا للشاباك، فإن هذه الحادثة تضاف إلى ما لا يقل عن 20 حالة تجسس تم إحباطها منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، ما يعكس تصاعد النشاط الاستخباراتي الإيراني داخل إسرائيل، بحسب الأجهزة الأمنية.
من جانبه، علّق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على الحادثة قائلاً إن إيران تحاول استهدافه شخصيًا من خلال تجنيد إسرائيليين لتنفيذ مهام عدائية. وأضاف في بيان رسمي: “لن يثنيني أي تهديد، وسأواصل أداء واجبي لحماية أمن إسرائيل”.
وتأتي هذه التطورات في سياق توترات متزايدة بين إسرائيل وإيران، في ظل اتهامات متبادلة بتوسيع نطاق المواجهة إلى ما وراء ساحات المعارك التقليدية، واستخدام الحرب الاستخباراتية كأداة لضرب الاستقرار الداخلي.
وكانت إسرائيل قد أعلنت خلال الأشهر الماضية عن سلسلة من الاعتقالات لمواطنين إسرائيليين، بينهم جنديان، بتهم تتعلق بالتجسس لصالح إيران، شملت تسريب معلومات أمنية حساسة عن أنظمة الدفاع الجوي، مثل “القبة الحديدية”، ومواقع عسكرية حساسة.
كما عُثر في وقت سابق على أجهزة تجسس متطورة يُشتبه بأنها إسرائيلية في مناطق جنوب لبنان، ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد الأمني الإقليمي.
وبينما تتصاعد المخاوف داخل إسرائيل من اختراقات أمنية داخلية، تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن إيران تواصل محاولاتها لتجنيد عملاء داخل الأراضي الإسرائيلية، مستفيدة من الفوضى الإقليمية وزيادة التوترات العسكرية في المنطقة.
الملف لا يزال مفتوحًا، والتحقيقات جارية، وسط تحذيرات من إمكانية تكرار مثل هذه المحاولات التي تستهدف الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشكل مباشر.