أعلنت شركة البنية التحتية للاتصالات الإيرانية، اليوم الاثنين، أنها تمكنت من إحباط واحد من أوسع وأعقد الهجمات الإلكترونية التي استهدفت البلاد، وذلك خلال يوم الأحد.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس الشركة قوله إن الهجوم كان يستهدف البنية التحتية الحيوية للاتصالات في إيران، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول الجهات المنفذة أو الأهداف المحددة للهجوم.
تزامن مع انفجار مدمر
وجاء الإعلان عن الهجوم الإلكتروني في ظل أجواء متوترة بالبلاد، بعد انفجار ضخم هز ميناء رجائي بمدينة بندر عباس السبت الماضي، وأسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة نحو ألف آخرين، إلى جانب دمار واسع في الميناء.
وخلال اجتماع بثه التلفزيون الحكومي، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: “يجب أن نعرف سبب حدوث الانفجار”، دون أن يوجه اتهامات صريحة لأي جهة بالمسؤولية عن الحادث.
ورغم غياب الاتهامات الرسمية داخل إيران بشأن الانفجار، فإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أشار الأسبوع الماضي إلى أن “الأمن الإيراني في حالة تأهب قصوى” نظراً لمحاولات تخريب سابقة وعمليات اغتيال وصفها بـ”المدبرة لاستثارة ردود فعل شرعية”.
وفي أول تعليق إسرائيلي على الانفجار، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين تأكيدهم أنه “لا علاقة للجيش الإسرائيلي بالانفجار الذي وقع في إيران”، وسط تكهنات وتحليلات متباينة حول طبيعة الانفجار وخلفياته.
تصاعد القلق الأمني
ويأتي الحادثان – الهجوم الإلكتروني والانفجار – في وقت حساس تشهده إيران على صعيد أمنها الداخلي والخارجي، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط الدولية بشأن برنامجها النووي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد جدد مؤخراً دعواته لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، معتبراً أنه يشكل “تهديداً وجودياً” لإسرائيل ولدول أخرى في المنطقة.
وتبقى تفاصيل الحوادث الأخيرة في إيران محاطة بالكثير من الغموض، في وقت تتواصل فيه التحقيقات الرسمية وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التصعيد أو الكشف عن ملابسات جديدة.