Times of Egypt

إيران ترفض المفاوضات المباشرة مع واشنطن: لا حوار تحت التهديد

M.Adam

في تصعيد دبلوماسي جديد بين طهران وواشنطن، استبعدت إيران على لسان نائب وزير خارجيتها عباس عراقجي، اليوم الأحد، الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، في ردّ واضح على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب مؤخرًا عن تفضيله لهذا الشكل من المحادثات مع طهران.

وقال عراقجي، في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، إن “المفاوضات المباشرة مع طرف هدد على الدوام باستخدام القوة، خلافًا لميثاق الأمم المتحدة، وعبر عن مواقف متناقضة، لا معنى لها”.

حوار بشروط
يأتي تصريح عراقجي بعد تعليقات للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أشار فيها إلى استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة “على قدم المساواة”، دون أن يؤكد ما إذا كانت طهران منفتحة على محادثات مباشرة.

وقال بزشكيان، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، متسائلًا: “إذا كان الطرف الآخر يريد التفاوض، فلماذا يقوم بالتهديد؟”، في إشارة إلى تصريحات ترامب الأخيرة التي لوّح فيها بخيار عسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وكان ترامب قد صرح، الخميس، أنه يفضل المحادثات المباشرة مع إيران، مضيفًا: “الوتيرة تكون أسرع ويمكنكم فهم المعسكر الآخر بشكل أفضل مما هي الحال وقت الاستعانة بوسطاء”.

تاريخ من الشد والجذب
الخلاف بين طهران وواشنطن بشأن آلية التفاوض ليس وليد اللحظة. ففي عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي بين إيران ومجموعة “5+1” (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، نص على رفع العقوبات عن إيران مقابل التزامها بكبح برنامجها النووي.

لكن هذا الاتفاق انهار فعليًا في عام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق خلال ولاية ترامب، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية خانقة على طهران، مما دفع الأخيرة إلى التخلي تدريجيًا عن التزاماتها النووية وزيادة وتيرة أنشطتها.

البرنامج النووي مجددًا في دائرة الجدل
رغم نفي إيران المتكرر لسعيها لامتلاك سلاح نووي، تؤكد تقارير استخباراتية غربية، على رأسها الأميركية، أن طهران قد تكون على بُعد خطوات محدودة من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، الأمر الذي يزيد من القلق الدولي، لا سيما في ظل غياب إطار تفاوضي واضح.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية ومدنية بحتة، وتطالب برفع العقوبات كشرط أساسي لأي تفاوض جديد، بينما تتمسك واشنطن بضرورة الوصول إلى اتفاق أشمل يتضمن قيودًا على البرنامج الصاروخي الإيراني ونشاطات طهران الإقليمية.

أفق التفاوض يزداد غموضًا
ويرى مراقبون أن التباين بين موقفي العراقجي وبزشكيان يعكس تباينات داخل المؤسسة الإيرانية نفسها، بين من يرغب بفتح نافذة دبلوماسية جديدة بشروط، ومن يرفض التفاوض في ظل ما يعتبره “تهديدًا أميركيًا سافرًا”.

في المقابل، لا تزال الإدارة الأميركية، خصوصًا في ظل حملة ترامب الرئاسية الجديدة، تسعى إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، مع تشديد اللهجة لإظهار الحزم في وجه ما تعتبره “سلوكًا نوويًا خطيرًا”.

وفي ظل التصعيد المتبادل وتضارب التصريحات، تبدو فرص العودة إلى اتفاق نووي جديد أو حتى بدء محادثات مباشرة بين الطرفين محدودة في الوقت الراهن، في انتظار ما ستسفر عنه المتغيرات الإقليمية والدولية، إضافة إلى نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة.

شارك هذه المقالة