بينما ينفض بائع الخضار أحمد العبيد الغبار عن كشكه في سوق الإسماعيلي، تعود الحياة تدريجيًا إلى ود مدني وسط السودان، بعد أن سيطر الجيش مجددًا على المدينة الشهر الماضي، منهياً فترة من الفوضى التي أعقبت دخول قوات الدعم السريع إليها.
تعافي بطيء وسط الدمار
قبل أسابيع، كانت السوق شبه مهجورة، لكن الآن تعلو أصوات الزبائن في محاولة للمساومة على أسعار المنتجات الطازجة، في مؤشر على بدء التعافي. يقول العبيد: “الآن، أصبح الوضع آمناً وعادت حركة البيع والشراء”.
لكن رغم عودة الأسواق، لا تزال المدينة تحمل ندوب الحرب، من المباني المدمرة إلى الجدران المتفحمة والواجهات التجارية التي طالها الرصاص.
في المستشفى الرئيسي بالمدينة، تتحسن الخدمات تدريجيًا، لكن الأطباء يشكون من نقص حاد في الأدوية والمعدات. يوضح الطبيب خالد محمد: “لقد انتهت صلاحية إمداداتنا الجراحية، ونحن بحاجة ماسة إلى معدات التخدير والغرز الجراحية”.
نزوح وعودة بحذر
بعد استعادة الجيش السيطرة، بدأت موجات من النازحين بالعودة من مدن مثل بورتسودان والقضارف وكسلا. ومع ذلك، يواجه العائدون تحديات قاسية، مثل انقطاع الكهرباء والمياه معظم الأيام، بينما تعود الاتصالات ببطء.
يؤكد سائق التوك توك محمد عبد المنعم أن الأمور تتحسن: “الوضع آمن، والسوق تعمل، لكن ننتظر عودة المزيد من المواطنين”.
رغم الأوضاع الصعبة، تظل ود مدني مثالًا على مدينة تحاول الوقوف من جديد، وسط تحديات إنسانية وأمنية لا تزال قائمة.