في خطاب عرش استثنائي ألقاه أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا، شدد ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، على “حق كندا غير القابل للتصرف في تقرير مصيرها”، في رسالة بدت موجّهة بشكل غير مباشر للرد على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة.
خطاب ملكي في توقيت مفصلي
الملك البريطاني، الذي يُعد رأس الدولة الكندية بحكم عضويتها في الكومنولث، ألقى خطاباً وصف بـ”التاريخي” مع انطلاق الدورة البرلمانية الجديدة، أكد فيه أن كندا تمر بـ”لحظة دقيقة” وتواجه “تحديات غير مسبوقة” في عالم “أكثر خطورة من أي وقت مضى”.
وقال الملك: “إن القيم التي يتمسك بها الكنديون، من ديمقراطية وتعددية وسيادة القانون وحرية وتقرير المصير، هي أساس متين تنطلق منه الحكومة الكندية، وهي عازمة على حمايتها وتعزيزها في هذه المرحلة الحساسة”.
رسالة دعم سيادي
المتابعون يرون أن الخطاب يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز الطابع الرمزي المعتاد، حيث يأتي بعد تصريحات متكررة من ترامب ألمح فيها إلى إمكانية ضم كندا إلى الولايات المتحدة، وهي تصريحات اعتبرها كثيرون استفزازية وتمس السيادة الكندية.
ودفع هذا التصعيد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى دعوة الملك لإلقاء خطاب العرش، كرسالة واضحة مفادها أن كندا دولة ذات سيادة، وأن قرارها السياسي ينبع من إرادتها الحرة، بعيداً عن أي ضغوط أو طموحات خارجية.
تأكيد على الاستقلال والدستور
ورغم أن منصب الملك في كندا شرفي، إلا أن ظهوره في هذه اللحظة السياسية الدقيقة عُدّ بمثابة دعم معنوي قوي للقيادة الكندية وتأكيد رمزي على استقلالها السياسي والدستوري.
ويبدو أن الرسالة قد وصلت، ليس فقط إلى الداخل الكندي، بل إلى كل من يحاول التشكيك في هوية كندا كدولة مستقلة وذات سيادة.
