واصلت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، ارتفاعها لليوم الثاني على التوالي، بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم، إلى جانب ترقب الأسواق لمحادثات مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط عالمياً، بشأن الرسوم الجمركية.
وجاءت مكاسب الأسعار مدعومة ببيانات أولية صادرة عن معهد البترول الأميركي، كشفت عن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، ما يُشير إلى تحسن في الطلب على الطاقة داخل أكبر اقتصاد عالمي.
مكاسب ملحوظة في العقود الآجلة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو بنسبة 0.8% لتصل إلى نحو 62.7 دولاراً للبرميل بحلول الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو بنسبة 0.9% إلى نحو 59.7 دولاراً للبرميل.
خلال تعاملات أمس الثلاثاء، أنهى خام برنت جلسة التداول مرتفعاً بنسبة 3.19% ليغلق عند 62.25 دولاراً للبرميل، في حين قفز خام غرب تكساس بنسبة 3.43% إلى 59.09 دولاراً.
رغم ذلك، لا تزال الأسعار تحت ضغط خسائر الأسبوع الماضي، حين هبط برنت بنسبة 8.3% وغرب تكساس 7.5% بعد تأكيد السعودية قدرتها على التكيف مع مستويات أسعار منخفضة.
دعم من تراجع المخزونات
كشفت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنحو 4.49 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 2 مايو، مقارنة بتوقعات تشير إلى تراجع قدره 2.5 مليون برميل فقط.
كما تراجعت مخزونات البنزين بنحو 1.97 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات المقطرات، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.24 مليون برميل.
العوامل المحركة للسوق
تركّز أنظار المستثمرين حالياً على تطورات المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد قرار تحالف “أوبك+” تسريع زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي، ما أثار مخاوف من تخمة في المعروض.
وفي الشرق الأوسط، أدّت الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية، لا سيما بعد استهداف مطار بن غوريون، مما عزز علاوة المخاطر في الأسعار.
في ذات الوقت، يُسهم ضعف الدولار الأميركي في خفض تكلفة شراء النفط للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يدعم ارتفاع الأسعار.
تقلبات السوق و«أوبك+»
أشارت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن تقلبات الأسعار ازدادت في الأجل القصير نتيجة قرارات «أوبك+» بشأن الإنتاج، بالإضافة إلى الغموض المحيط بتأثير السياسات التجارية الأميركية.
ورغم هذه الاضطرابات، تتوقع الإدارة أن يحافظ التحالف على مستويات إنتاج دون الهدف الحالي، مرجّحة زيادة الإنتاج بنحو 200 ألف برميل يومياً هذا العام ليصل إلى 42.9 مليون برميل.
الإنتاج الأميركي يقترب من ذروته
تتوقع الإدارة أن يبلغ إنتاج النفط الأميركي في 2025 مستوى قياسياً عند 13.42 مليون برميل يومياً، رغم خفض التقديرات من 13.51 مليون برميل سابقاً. أما في العام المقبل، فقد يُسجل الإنتاج 13.49 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من التقديرات السابقة عند 13.56 مليون.
في المقابل، خفّضت الإدارة توقعاتها لأسعار خام برنت خلال 2025 إلى 65.85 دولاراً للبرميل، مقابل 67.87 دولاراً في توقعات سابقة، بينما تتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس 61.81 دولاراً هذا العام، بانخفاض بنحو دولارين عن التقديرات السابقة.