شهدت إثيوبيا، السبت، حالة غير مسبوقة من انقطاع الكهرباء على مستوى البلاد، مما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية في العاصمة أديس أبابا ومدن رئيسية أخرى. ومع مساء اليوم ذاته، أعلنت السلطات عودة التيار تدريجيًا وسط جهود حثيثة لإعادة الاستقرار إلى الشبكة الوطنية، التي تعاني من تحديات متكررة أثارت قلق المواطنين.
وأوضح المركز الوطني للتحكم في الطاقة بإثيوبيا، في بيان رسمي عبر وسائل الإعلام، أن الكهرباء عادت إلى أكثر من 85% من العاصمة أديس أبابا وعدد من المدن الرئيسية، منها أداما وحواسا وجيما وأربا مينش وميكيلي وشاشمين وولايتا سودو، مع استمرار العمل على إعادة التيار إلى جميع المناطق المتضررة.
أسباب الأزمة:
في بيان منفصل، عزت شركة الكهرباء الإثيوبية الانقطاع إلى عدم استقرار في النظام الكهربائي الوطني، مشيرة إلى أن الفرق التقنية تعمل على إصلاح الخلل وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. وقدمت الشركة شكرها للعملاء على صبرهم خلال هذه الأزمة التي تسببت في تعطيل الأنشطة اليومية.
تأتي هذه الأزمة في وقت تواجه فيه إثيوبيا سلسلة من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، دون توضيح كافٍ من السلطات بشأن الأسباب الدقيقة لهذه المشكلات. وأثارت الأزمة الأخيرة تساؤلات عدة حول كفاءة النظام الكهربائي الوطني ومدى جاهزيته لتلبية احتياجات المواطنين، خصوصًا في ظل التوسع العمراني والطلب المتزايد على الطاقة.
ما علاقة سد النهضة بانقطاع الكهرباء؟
علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، على انقطاع الكهرباء الكلي لفترات طويلة عن مدن إثيوبيا، أمس.
وقال «شراقي» في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، علاقة سد النهضة بانقطاع الكهرباء الكلى في إثيوبيا:
«شهدت إثيوبيا انقطاعًا تامًا للكهرباء على مستوى البلاد مساء السبت 7 ديسمبر 2024، في الخامسة مساء بتوقيت القاهرة، وعادت لاحقا بنسبة 85% في العاصمة أديس أبابا، ولم يتم استعادتها بالكامل في جميع أنحاء إثيوبيا».
وأشار إلى أن إثيوبيا شهدت انقطاعات مماثلة للكهرباء آخرها لمدة خمس ساعات في 28 مارس الماضي، لم تقدم الحكومة تفسيرًا مفصلًا لأسباب المشكلة المتكررة سواء السابقة أو الحالية، ولكن غالبا السبب يعود إلى تهالك الشبكة وعدم قدرتها على نقل هذه الكمية المتواضعة.
وتابع: طبقا لإحدى الدراسات العلمية توضح أن الأسباب الرئيسية لانقطاع التيار الكهربائي في شبكة الكهرباء الإثيوبية هي الدوائر القصيرة، والحمل الزائد، وفقدان الانتاج، وفشل أنظمة الحماية والاتصالات، والتبديل، وقد لوحظ أن 49 انقطاعًا للتيار الكهربائي حدث على الشبكة الوطنية من 28 يناير 2013 إلى منتصف مايو 2016.
وأضاف: تم تركيب توربينين في سد النهضة في فبراير وأغسطس 2022، واثنين آخرين في أغسطس الماضي، وجميعهم متوقفون منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وبالتالي ليس لسد النهضة علاقة بالانقطاع الحالي وكأنه غير موجود.