بينما يستمر الغموض حول الطائرات بدون طيار التي حلقت لأسابيع فوق الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية في نيويورك والمناطق المجاورة، يزداد قلق المسؤولين والمواطنين على حد سواء. هذه الطائرات، التي لم يُحدد بعد مصدرها أو هدفها، أثارت موجة من التساؤلات حول قدرات الولايات المتحدة على تعقب مثل هذه الأجهزة، وسط مطالبات بالكشف الفوري عن الحقيقة.
وتصاعدت التقارير حول مشاهدات طائرات بدون طيار غامضة في مناطق نيويورك، نيوجيرسي، وكونيتيكت، وانضمت ولاية بنسلفانيا مؤخرًا إلى قائمة الولايات التي أبلغت عن أنشطة مماثلة. هذه الطائرات حلقت بشكل غير مبرر فوق مواقع محظورة وبنية تحتية حيوية، مما دفع المشرعين والجمهور للتساؤل عن الجهة المسؤولة عن تشغيلها.
مطالبات بالكشف عن الحقيقة
السيناتور الديمقراطي آندي كيم من نيوجيرسي نشر على منصة “إكس” مقاطع فيديو تظهر مجموعة من الطائرات بدون طيار تحلق فوق خزان Round Valley ليلة الخميس، معبرًا عن استيائه من عدم قدرة السلطات على تحديد مصدر هذه الطائرات. وكتب:
“من الصعب أن نفهم كيف أننا، بكل التكنولوجيا المتوفرة لدينا، غير قادرين على تتبع هذه الأجهزة لتحديد مصدرها. هذا يثير قلقًا أكبر بشأن قدراتنا في التعامل مع مثل هذه التحديات.”
وفي ذات السياق، وصف النائب الأمريكي جوش جوتهايمر الوضع بأنه “غير مقبول”، معبرًا عن قلقه من غياب المعلومات المقدمة للجمهور. من جهتها، وصفت النائب الجمهورية نيكول ماليوتاكيس الوضع بـ”الشائن”، متسائلة عن سبب غياب الشفافية الحكومية حول المشغلين وأغراض هذه الطائرات.
جهود التعقب والتحديات التقنية
وفقًا لمصدر مطلع على التحقيقات، تركز السلطات على استخدام تقنيات الترددات الراديوية المتقدمة لتحديد الموقع الجغرافي لمشغلي الطائرات. وبينما توجد خيارات مثل التشويش على الإشارة أو اختطاف الطائرات، إلا أن هذه الخيارات تواجه تحديات قانونية وتقنية، وتُعتبر إسقاط الطائرات “ملاذًا أخيرًا” لتجنب المخاطر على الأرض.
ورغم ذلك، أشار المسؤولون الفيدراليون إلى أن هذه الطائرات لا تُعتبر تهديدًا مباشرًا، مما يجعل استخدام الوسائل الهجومية أمرًا غير مفضل.
مخاوف أمنية وتكهنات دولية
مع تزايد التقارير عن هذه المشاهدات، نفى البنتاغون الأربعاء الماضي أن تكون أي دولة أجنبية مسؤولة عن تشغيل هذه الطائرات، خاصة أنها حلقت بالقرب من مواقع عسكرية حساسة في نيوجيرسي.
وفي بيان نشره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على منصته “تروث سوشيال”، دعا إلى إسقاط هذه الطائرات فورًا إذا لم يتم الكشف عن هوية مشغليها. وقال:
“هل يمكن أن يحدث هذا دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك! دع الجمهور يعرف الحقيقة الآن!”
تحرك المشرعين والمطالبات بالإحاطة
أرسل أعضاء في الكونغرس من نيويورك ونيوجيرسي رسالة مشتركة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، وإدارة الطيران الفيدرالية، يطالبون فيها بإحاطة شاملة حول هذه الأنشطة.
وشملت الرسالة تساؤلات من السيناتور كيرستن جيليبراند وزعيم الأغلبية تشاك شومر حول التدابير المتخذة لتحديد ومعالجة مصدر هذه الطائرات.