في خطوة إيجابية تعكس حرص الجانبين المصري والسعودي على صون حقوق العمالة واحترام الكرامة الإنسانية، أعلن وزير العمل المصري، محمد جبران، عن مستجدات هامة تتعلق بالواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً، والتي ظهر فيها أحد العمال المصريين يتعرض للتعنيف على يد صاحب عمل سعودي، وذلك من خلال مقطع فيديو تم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الوزير أن هذه التطورات أسفرت عن تعهد من جانب المسؤول السعودي المعني، بصرف كافة المستحقات المالية المتأخرة للعمال المصريين الذين عملوا تحت إشرافه، إلى جانب اتخاذ مجموعة من الإجراءات التصحيحية التي تصب في صالح العمال المتضررين.
شهادة موثقة ومسار قانوني
وأشار جبران إلى أن العامل المصري الذي ظهر في الفيديو، قد عاد إلى مصر منذ نحو 45 يومًا، وتم الاستماع إلى أقواله وتوثيق شهادته رسميًا، لضمان حصوله على حقه بالطرق القانونية، مؤكداً أن الدولة المصرية تتابع عن كثب مثل هذه القضايا لحماية أبنائها في الخارج.
شكر وتقدير للجهود المشتركة
ووجه وزير العمل الشكر لوزارة الخارجية المصرية، والسفارة المصرية بالرياض، والقنصلية المصرية، إلى جانب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية، واللجنة الوطنية العمالية بالمملكة، على ما بذلوه من جهود حثيثة لإعادة الحقوق لأصحابها.
وشدد جبران على أن الواقعة تُعد حادثة فردية، لا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن طبيعة العلاقة الأخوية الراسخة بين مصر والسعودية، كما لا تعكس الواقع الفعلي للعمالة المصرية التي تنال التقدير والاحترام من كافة الجهات السعودية منذ عقود.
اجتماع موسّع وتعهّدات رسمية
وجاء في بيان رسمي صادر عن وزارة العمل أن مكتب التمثيل العمالي بالقنصلية المصرية بالرياض عقد اجتماعًا ضم 11 عاملاً مصريًا من زملاء العامل المتضرر، بحضور السفير طارق المليجي، والمستشار العمالي محمد عليان، حيث تم الاستماع إلى شكاواهم والاطلاع على أوضاعهم بشكل دقيق.
كما حضر الاجتماع الممثل القانوني للمؤسسة السعودية، الذي أكد التزام المؤسسة بصرف كافة الرواتب المتأخرة لجميع العمال، بما فيهم العامل الذي ظهر في الفيديو، مع إلغاء كافة سندات الأمر الموقعة من العمال، وتمكين من يرغب من نقل كفالته إلى جهة أخرى، ومنح جميع المتضررين مهلة لمدة شهر لتوفيق أوضاعهم القانونية.
ومن المقرر عقد اجتماع متابعة جديد يوم الثلاثاء المقبل لمراجعة ما تم إنجازه من هذه التعهدات، وضمان تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين.