عبدالقادر شهيب
آخر كلام ترامب.. عن مشروعه السخيف لتهجير أهل غزة، يشير إلى أنه بدأ التراجع عنه – أو على الأقل تأجيله – فقد قال إنه ليس في عجلة.. لتنفيذ هذا المشروع! وهذا كلام يختلف عن كلامه قبل أيام قليلة، وهو يعلن عن هذا المشروع.. الذي يُعد – في جوهره – جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان.
ذلك، بعد الكلام الذي قال فيه: إن المشروع سوف ينفذ.. رغم معارضة مصر والأردن الصارمة. وقد كانت مقدمات هذا التراجع، ما سبق أن أعلنه ترامب حول وجود دول أخرى.. غير مصر والأردن، مستعدة لاستقبال أهل غزة.. وتوطينهم لديها.
ثم تلاه كلامه العجيب، الذي قال فيه إن التهجير لن يحتاج لإرسال قوات أمريكية لغزة، وإسرائيل سوف تسلم غزة لأمريكا، رغم أنه سبق أن قال باستعداده لإرسال قوات أمريكية لغزة.. لتنفيذ التهجير. وأيضاً كان من مقدمات التراجع، كلام وزير الخارجية الأمريكي، الذي قال فيه إن التهجير مؤقت، وسيعود أهل غزة لها بعد تعميرها!
كل هذا، يشي بما سبق أن توقعته هنا قبل أيام، حول تراجع ترامب عن مشروعه.. في نهاية المطاف؛ لأنه يواجه موجة رفض واسعة عربية وعالمية. وها هو ترامب يبدأ بإعلانه، أنه ليس في عجلة لتنفيذ مشروعه.
المهم، أن يتصاعد الموقف الرافض لمشروعه، ليكتسب مزيداً من القوة والصلابة والصرامة. وقتها.. سوف يبتلع الرجل كلامه عن هذا المشروع السخيف، وسيعرف أن الفلسطينيين لن يرحلوا عن أرضهم؛ سواء في غزة أو الضفة، وأنهم متمسكون باستقلاهم وتحررهم.. مهما فعلت إسرائيل، ومهما دعمتها أمريكا، وساندتها بالمال والسلاح والحماية السياسية!
ومن هنا تُعد مُهمَّةٌ.. القمة العربية – التي دعت الكويت لانعقادها في القاهرة – لبلورة خطة عربية.. لإحباط مشروع ترامب هذا.
نقلاً عن «فيتو»