شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة وصفت بأنها الأعنف منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا عام 2012، حيث استهدفت هذه الغارات مواقع عسكرية حساسة، مما أسفر عن دمار كبير في البنية التحتية العسكرية، وسط تنديدات من الجانب السوري وتحذيرات من تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة.
وشهدت منطقة طرطوس الساحلية في سوريا ليلة الأحد غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن الغارات أصابت وحدات للدفاع الجوي ومستودعات لصواريخ أرض-أرض، واصفًا هذه الهجمات بأنها “الأعنف على الساحل السوري منذ بدء الغارات الإسرائيلية عام 2012”.
وفي سياق متصل، شن الطيران الإسرائيلي غارات أخرى على مدينة دير الزور، كان آخرها استهداف محيط المطار العسكري في المدينة. تأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة عمليات مكثفة بدأتها إسرائيل على مواقع عسكرية سورية منذ سقوط نظام الأسد، تحت مزاعم تهدف إلى منع أي تهديد عسكري من الفصائل المسلحة في سوريا.
أهداف الغارات الإسرائيلية
استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع استراتيجية، شملت مختبرات عسكرية ومعدات وأسلحة تابعة للجيش السوري. وعلى الرغم من عدم تسجيل خسائر بشرية في الهجمات الأخيرة، إلا أن الدمار طال معظم مقدرات الجيش السوري، حسبما أفاد المرصد.
وذكر المرصد السوري أن الهجمات تضمنت 10 غارات استهدفت قواعد صاروخية في ثكنة 107 بمنطقة زاما ومستودعات أسلحة في ريف طرطوس. كما استهدفت غارات أخرى مواقع رادارية في مطار دير الزور العسكري. وفي ريف دمشق، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مستودعات أسلحة تابعة للجيش في جبال منطقة الضمير، وأفاد شهود عيان بسماع أصوات انفجارات عنيفة متتالية بعد الضربات.
تصعيد غير مسبوق
استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية لنحو 8 ساعات متواصلة، حيث استهدفت معسكرات تحتوي على أنفاق تحوي مستودعات ضخمة للصواريخ والذخيرة والقذائف في منطقة عين منين التابعة للتل بريف دمشق الشمالي الغربي. وتأتي هذه الهجمات في إطار تصعيد كبير بدأ منذ صباح 8 ديسمبر الجاري، بهدف تدمير كامل الترسانة العسكرية للجيش السوري السابق.
ردود فعل متباينة
أعرب قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، عن استيائه من الغارات الإسرائيلية، معتبرًا أن إسرائيل تستند إلى “ذرائع واهية” لتبرير هجماتها. وأضاف الشرع أن هذه الهجمات تمثل تجاوزًا واضحًا لخطوط الاشتباك، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة.
من جانبه، رد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، على هذه التصريحات، مؤكدًا أن إسرائيل “لا ترغب في التدخل بالشأن السوري”، دون تقديم توضيحات إضافية حول الغارات الأخيرة.
مخاوف من التصعيد
تثير الهجمات الإسرائيلية الأخيرة مخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق، خاصة في ظل تزايد وتيرة الغارات واستهدافها مواقع استراتيجية وحيوية داخل الأراضي السورية. وعلى الرغم من تأكيد إسرائيل أن هذه العمليات تهدف إلى منع تهديدات أمنية، إلا أن الجانب السوري يرى فيها تعديًا صارخًا على سيادته، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.