Times of Egypt

«ثالوث» ترامب المُظلم!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

بعد أن كان المتخصصون في علوم السياسة.. يركزون على آلية صنع القرار السياسي في أمريكا، لمعرفة كيف تتعامل مع الخارج، هناك حاجة لدراسة آلية اتخاذ ترامب قراراته. 

في عهده، تحولت الإدارة الأمريكية إلى «شركة خاصة» يديرها.. دون مساءلة أو استشارة. موقع «أكسيوس» الإخباري.. نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن ضرب منشآت إيران النووية لم يكن قرار البنتاجون، بل قرار ترامب. وأنه اختار الأهداف والتوقيت. وزير الخارجية روبيو قال: «لا نسعى لتغيير النظام في إيران». لكن رئيسه خرج بعده متسائلاً: «النظام الإيراني غير قادر على جعل إيران عظيمة مجدداً، لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟». قبلها، تحدث ترامب عن مهلة أسبوعين.. قبل اتخاذ قراره بشأن إيران، ثم كذب وضربها بعد ساعات.

هناك حاجة أشد.. للتعرف على شخصية ترامب، الذي يتخذ قرارات مصيرية بشأن العالم، دون أن يبالي بخطورتها وتأثيرها. علماء النفس الأمريكيون – أبرزهم دان مكدامز، الأستاذ بجامعة نورثويسترن – نشروا دراسات عديدة. يقول مكدامز: «ترامب متحرر من القيود الأخلاقية، والمعايير التي يلتزم بها البشر العاديون. لا يهم ما إذا كان ما يقوله اليوم.. يتعارض – بشكل صارخ – مع ما قاله أمس، أو ما سيقوله غداً. يمكن للمنتقدين أن يقولوا إنه كاذب محترف، وهذا صحيح، لكن الحقيقة بالنسبة له.. مجرد صفقة تجارية، تماماً مثل علاقته بالناس». 

يستطرد مكدامز: «الصحيح أو الجيد بالنسبة له، هو ما يحقق الفوز. إذا كان القول «أ» يساعده على الفوز غداً، فإنه الحقيقة. وإذا كان قولٌ آخر – يتعارض مع «أ» – يجعله يفوز بعد غد، فإنه الحقيقة. لا يعتقد ترامب أن هناك تناقضاً، لأن الحقيقة بالنسبة له ظرفية، كما الحياة بشكل عام. إنه لا يخطط للمستقبل، ولا يلتزم بالماضي؛ حتى لو كانت كل كلمة تخرج من فمه كاذبة، فهو يقولها كما هي، لأنها تساعده في الفوز خلال لحظة النطق بها. إنه يحتضن اللحظة بالكامل.. مثل طفل متهور عابس، أو وحش بري».

دراسة أخرى – شملت 75 خبيراً سياسياً – خلصت إلى أنه شخصية متهورة، درجاته منخفضة في الضمير والواجب والاستقرار العاطفي. شخصية بلا كوابح، عديم الثقة في الآخر. يعشق أدوار البطولة المطلقة. الآخرون بالنسبة له.. «كومبارس». معدل الصدق عنده منخفض، في حين أن «الثالوث المظلم» (النرجسيةـ والاعتلال النفسي، والميكافيلية) مرتفع للغاية؛ حتى عند مقارنته بشخصيات سياسية فجة وعدوانية، فإنه يبرز كحالة شاذة بين الشواذ. المفارقة أن هناك من الناخبين من يدعمه بشدة. إنه يدغدغ مشاعرهم، وينفخ في ذواتهم.. في اللحظة التي يحدثهم فيها، وعندما يغير من كلامه أو يناقضه، فإنهم على استعداد لتصديقه وبقوة.

مع إيران، تصرَّف ترامب طبقاً لشخصيته ومصالحه. وبينما كان العالم يتعامل معه كرئيس.. على رأس نظام مؤسسي – لا يتم اتخاذ قرار فيه إلا بعد أخذ كل آراء الجهات المعنية وتقييماتها – كان ترامب يتخذ قراراته.. باعتباره مستثمراً عقارياً، كل ما يهمه الحصول على ما يريد، حتى لو تجاوز القانون، ومارس التضليل والكذب. 

حرب إيران بالنسبة له.. ليست أكثر من صفقة.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة