قالت مصادر تجارية إن جهاز مستقبل مصر، مشتري الحبوب الحكومي في مصر، اتفق في أبريل نيسان على شراء نحو 180 ألف طن من القمح الفرنسي من شركتين أوروبيتين كبيرتين، في مؤشر على تزايد قبول الموردين العالميين للكيان الجديد.
وقال مصدران تجاريان مطلعان لرويترز إن مستقبل مصر اشترى شحنتين زنة كل منهما 60 ألف طن من شركة وشحنة أخرى مماثلة في الحجم من شركة أخرى، إلا أنهما قالا إن تسليم الشحنات يواجه تأخيرات.
وهذه هي المرة الأولى التي تتردد فيها أنباء عن هذا الاتفاق الخاص، الذي يعد واحدا من أمثلة قليلة تمكّن فيها جهاز مستقبل مصر من الحصول على شحنات لبرنامج دعم الخبز في مصر من موردين عالميين مباشرة.
ومصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، إذ تشتري في المتوسط نحو خمسة ملايين طن سنويا من الخارج. وظلت الهيئة العامة للسلع التموينية، وهي مؤسسة مدنية تابعة لوزارة التموين، تستورد القمح والزيوت النباتية من خلال ممارسات دولية على مدى عقود.
واعتمد جهاز مستقبل مصر، منذ توليه مسؤولية استيراد السلع الأولية في ديسمبر، على المستوردين المحليين للاضطلاع بدور الوساطة في عمليات الشراء.
وقال أحد المصدرين إن عدم وجود خبرة كافية في التعامل مع تجار السلع الأولية الدوليين أدى إلى ظهور مشكلات في البداية.
وأشار المصدر الثاني إلى أن الشحنتين بيعتا بسعر 246 دولارا للطن على أن يكون الدفع عند الاطلاع، في حين بيعت الشحنة الثالثة بسعر 256 دولارا للطن مع الدفع المؤجل عبر خطابات اعتماد مدتها 180 يوما.
وقال المصدر الأول إن الموردين مضوا قدما في الصفقة نتيجة ضعف الطلب العالمي، لا سيما القمح الفرنسي الذي تأثر بخلاف دبلوماسي مع الجزائر.
وتصدّر فرنسا القمح إلى مصر في أوقات متفرقة، ويعود تاريخ آخر شحنة سابقة إلى يوليو الماضي.
وعادة ما تجد فرنسا صعوبة في منافسة الموردين من منطقة البحر الأسود مثل روسيا ورومانيا، اللتين تهيمنان على سوق مصر من واردات القمح.
لكن المتعاملين قالوا إن تراجع أسعار القمح الفرنسي هذا العام، إلى جانب ارتفاع أسعار القمح من البحر الأسود، ساهم في إبرام هذه الصفقة.
واشترى جهاز مستقبل مصر شحنة قمح من بلغاريا بصورة مباشرة في وقت سابق من هذا العام، وتكللت عملية الشحن بالنجاح.
وقال المصدر الثاني “هذه المرة تبدو أكثر جدية من سابقاتها. إنهم يتعاملون مباشرة مع موردين دوليين كبار… نحن في انتظار معرفة كيفية تنفيذ هذه الصفقة”.
