تستمر فرق الإطفاء في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة حرائق هائلة اجتاحت مدينة لوس أنجلوس، مخلفة وراءها ما لا يقل عن 24 ضحية حتى الآن. في وقت تحذر فيه السلطات من رياح قوية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع، أشارت مصادر إلى أن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، يعتزم زيارة المدينة المنكوبة لتقييم الأضرار.
تواجه المدينة، التي تعد ثاني أكبر المدن الأمريكية، أسوأ موجة حرائق منذ أيام، حيث ألحقت النيران دمارًا كبيرًا بتحويل العديد من المناطق السكنية إلى رماد. وقد أسفر ذلك عن تشريد الآلاف من السكان، مما يزيد من تعقيد الوضع في المدينة. من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، أن إعادة بناء لوس أنجلوس بعد هذه الكارثة ستتطلب عشرات مليارات الدولارات.
جهود الإطفاء وتحديات الرياح العاتية
فيما تسعى فرق الإطفاء للحد من انتشار حريق باليسيديس الذي اقترب من حي برينتوود الراقي ووادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة من الرياح العاتية المتوقعة، والتي قد تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة. وتحدثت الخبيرة روز شونفيلد من الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية عن تصنيف الوضع بـ “الخطير للغاية” مع بداية اليوم الثلاثاء، محذرة من أن الرياح قد تؤدي إلى انتشار الحرائق بشكل أسرع.
أعرب العديد من سكان لوس أنجلوس الذين تم إجلاؤهم عن شعورهم بالإحباط بعدما تم إبلاغهم بأنهم لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم قبل يوم الخميس المقبل على الأقل. البعض اصطف لساعات في محاولة للوصول إلى منازلهم لأخذ بعض ممتلكاتهم الشخصية، لكن الشرطة اضطرت لتعليق هذه العمليات بسبب الرياح القوية والحطام الذي خلفته الحرائق. في المقابل، تجري عمليات البحث عن الضحايا بمساعدة الكلاب المدربة وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى.
خسائر اقتصادية ضخمة
تشير التقديرات إلى أن التكلفة الاقتصادية للحرائق في لوس أنجلوس والمناطق المحيطة قد تتراوح بين 250 مليار دولار و275 مليار دولار، وفقًا لشركة “أكو ويذر” المتخصصة في التنبؤات الجوية. وكان تقدير سابق قد أشار إلى أن الخسائر تتراوح بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، مما يبرز حجم الكارثة المتفاقمة.
وفي تطور جديد، أكدت مصادر أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعتزم زيارة ولاية كاليفورنيا بعد تنصيبه لتقييم الأضرار الناجمة عن الحرائق والاحتياجات الطارئة لسكان لوس أنجلوس. ويُتوقع أن تكون الزيارة في نهاية الأسبوع المقبل، رغم أن الموعد المحدد لها لم يُعلن بعد. ويذكر أن ترامب كان قد انتقد في وقت سابق مسؤولين في ولاية كاليفورنيا بسبب ما وصفه بعدم الكفاءة في التعامل مع الحرائق.