اندلع حريق غابات هائل ليلة السبت في أحد أرقى أحياء مدينة لوس أنجلوس، مما استدعى استنفارًا واسعًا من فرق الطوارئ للسيطرة على ألسنة اللهب. الحريق الجديد امتد بسرعة إلى حي “برينتوود” الشهير، الذي يضم منازل نخبة من الشخصيات البارزة، مثل كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، والممثل أرنولد شوارزنيغر، والممثلتين ريس ويذرسبون وميريل ستريب.
حريق “باليساديس”: الأضخم والأخطر
وفقًا لرئيسة دوائر الإطفاء بلوس أنجلوس، كريستين كراولي، شهدت المنطقة اشتعالًا هائلًا لحريق “باليساديس”، الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي والتهم 23 مليون متر مربع، بالإضافة إلى أكثر من 5000 مبنى. ووصفت كراولي الحريق بأنه الأخطر في تاريخ المدينة، محذرة من ظروف جوية حرجة مع توقع رياح شديدة في الأيام المقبلة.
كارثة طبيعية فادحة
ساهمت رياح “سانتا آنا”، التي بلغت سرعتها 160 كيلومترًا في الساعة، في تأجيج الحرائق، مما جعلها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا. وقد أسفرت الحرائق عن مقتل 13 شخصًا، من بينهم الممثل السابق روري سايكس، الذي توفي بعد أن حالت إعاقاته دون إنقاذه. كما دمرت النيران أكثر من 10 آلاف عقار، وأجبرت 180 ألف شخص على النزوح، متسببة بخسائر اقتصادية تقدر بنحو 150 مليار دولار.
على الرغم من التحديات، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على 11% من حريق “باليساديس” بحلول يوم السبت. ومع تصاعد شدة الرياح، تلقت فرق الإطفاء دعمًا جويًا من وزارة الدفاع الأميركية والقوات الجوية الكندية. وقد بلغ عدد رجال الإطفاء المشاركين أكثر من 9000 فرد، يعملون على حماية المناطق السكنية في برينتوود، إنسينو، وغرب لوس أنجلوس.
آخر التحديثات حول الحرائق الكبرى
حريق باليساديس: احترق 23,654 فدانًا وتم احتواء 11% منه.
حريق إيتون: احترق 14,117 فدانًا وتم احتواء 15% منه.
حريق كينيث: احترق 1,052 فدانًا وتم احتواء 80% منه.
حريق هيرست: احترق 799 فدانًا وتم احتواء 76% منه.
تعزيز الوقاية والتخطيط المستقبلي
في وقت سابق من هذا العام، بدأ مجلس مجتمع باسيفيك باليساديس عملية للحصول على منح لتعزيز أنظمة الإنذار وتحسين طرق الإخلاء. كما أوضح تحليل لبيانات الدولة أن قوانين البناء الحديثة، التي تم تبنيها بعد حرائق عام 1991، ساهمت في تقليل خطر تدمير المنازل بنسبة تصل إلى 40%.
فرضت كاليفورنيا لأول مرة قوانين بناء مقاومة للحرائق بعد كارثة أوكلاند عام 1991، التي أودت بحياة 25 شخصًا. وتم تعزيز هذه القوانين في عام 2008 لتشمل أسقفًا مقاومة للاشتعال، نوافذ وأبوابًا مقاومة للحريق، ومواد بناء أخرى تقلل من خطر الدمار. ومع ذلك، فإن العديد من المنازل المتضررة في حرائق هذا الأسبوع تم بناؤها قبل تطبيق هذه المعايير.
تحولت حرائق الغابات إلى تهديد دائم لسكان كاليفورنيا، خاصة في ظل الظروف المناخية المتطرفة التي تشهدها الولاية. ورغم التقدم في مكافحة الحرائق، إلا أن الحاجة لتعزيز التخطيط والإجراءات الوقائية تظل أمرًا ضروريًا لحماية المجتمعات من هذه الكوارث المتكررة.