أفادت وثيقة صدرت يوم الاثنين الماضي بأن حلفاء الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في مجلس النواب الأمريكي يعملون على حشد الدعم لمشروع قانون يسمح بإجراء محادثات مع الدنمارك حول إمكانية شراء جزيرة غرينلاند.
ويتزعم هذا المشروع العضو في مجلس النواب الجمهوري، آندي أوجلز، بالإضافة إلى النائبة ديانا هارشبرجر. ويُطلق على هذا المشروع اسم “قانون جعل جرينلاند عظيمة مرة أخرى”. ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع “فوكس نيوز ديجيتال”، فقد حصل المشروع على دعم من عشرة أعضاء في المجلس حتى صباح الاثنين.
وكان ترامب قد أعلن في 22 ديسمبر الماضي خلال زيارة لولاية فلوريدا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى السيطرة على جزيرة جرينلاند، التي تملكها الدنمارك، لأغراض تتعلق بالأمن القومي. واصفًا الأمر بأنه “ضرورة مطلقة”، مشيرًا إلى أنه قد يدرس استخدام وسائل اقتصادية أو عسكرية، مثل فرض رسوم جمركية على الدنمارك، لإقناعها ببيع الجزيرة للولايات المتحدة.
وفاز الجمهوريون في الانتخابات الأمريكية التي جرت في الخامس من نوفمبر الماضي بأغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ، ما يتيح لهم الدفع بمشروع القانون في الجلسات المقبلة.
وفي حال إقرار هذا المشروع، سيُسمح للرئيس ترامب بالبدء في مفاوضات مع الدنمارك في 20 يناير الجاري، وهو اليوم الذي يتولى فيه ترامب منصبه رسميًا.
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية سكان جرينلاند يؤيدون الانضمام إلى الولايات المتحدة. فقد أظهرت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة “باتريوت بولينغ” يوم الأحد أن 57.3% من المشاركين في الاستطلاع يدعمون فكرة أن تصبح جرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، بينما عارض 37.4% هذه الفكرة، في حين لم يتخذ 5.3% من المشاركين قرارًا بشأن هذه الخطوة بعد. وجرى الاستطلاع في جرينلاند التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، ويعتبر هذا الاستطلاع الأول من نوعه في الجزيرة.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى دعم مبدئي من السكان لخطط ترامب. إلا أن الاستطلاع شمل 416 شخصًا فقط، مما قد يحد من دقة التوقعات حول موقف جميع سكان الجزيرة.
وفي تعليق له على هذه الخطوة، أشار رئيس وزراء جرينلاند، موتي إيغيد، إلى أنه مستعد للحوار مع ترامب حول مستقبل الجزيرة، ولكن بشرط احترام رغبات شعب جرينلاند في السعي للاستقلال. كما أشار إيغيد إلى أن جرينلاند لا تزال تتطلع إلى استقلال كامل عن الدنمارك.
وفي تطور آخر، وصل نجل الرئيس المنتخب، دونالد ترامب جونيور، إلى غرينلاند يوم الثلاثاء. وأكد جونيور عبر منصة “رامبل” الاجتماعية أنه لم يأت “لشراء غرينلاند” بل سيقوم بالتحدث مع السكان، موضحًا أنه في الجزيرة بصفته “سائحًا” فقط.
ومن الجدير بالذكر أن جرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، لكنها أصبحت لاحقًا إقليمًا دنماركيًا يتمتع بالحكم الذاتي. وبموجب قانون 2009، يمكن لجرينلاند أن تطالب بالاستقلال في المستقبل من خلال تصويت شعبي.
وتعتبر جرينلاند ذات موقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تحتوي على موارد معدنية ضخمة واحتياطات من النفط، إضافة إلى أنها تضم قاعدة عسكرية أمريكية في شمال الجزيرة، ما يعزز أهميتها للأمن القومي الأمريكي.