في رسالة رسمية موجهة إلى القمة العربية المرتقبة، أكدت حركة حماس اليوم السبت تمسكها باستكمال جميع مراحل اتفاق غزة، معلنة تعاونها الكامل مع أي مبادرة عربية أو فلسطينية تتصدى لمحاولات تهجير سكان القطاع، ومشددة على رفضها التام لأي مشاريع تهدف لإدارة القطاع من أي جهة غير فلسطينية.
وجاء في الرسالة، التي نشرتها الحركة عبر قناتها الرسمية على “تيليغرام”، أن “اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً، يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي الشقيق”، في إشارة واضحة إلى رفض أي تدخل خارجي في ترتيبات ما بعد الحرب.
موقع حماس من إدارة القطاع
كما أكدت حماس استعدادها الكامل للتعامل مع أي خيار يتم التوافق عليه فلسطينياً، سواء عبر تشكيل حكومة توافق وطني من شخصيات تكنوقراط وخبراء فلسطينيين، أو من خلال تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” التي اقترحتها مصر لإدارة شؤون قطاع غزة وفق القوانين الفلسطينية المعمول بها.
وجددت الحركة رفضها القاطع لأي محاولات لفرض مشاريع أو ترتيبات إدارية غير فلسطينية على القطاع، كما شددت على رفضها لأي وجود لقوات أجنبية في غزة تحت أي مسمى أو مبرر.
وأكدت حماس ترحيبها بالمواقف العربية التي ترفض تهجير سكان غزة، معربة عن استعدادها للتعاون مع أي مبادرة عربية أو دولية تحمي الفلسطينيين من مخاطر التهجير القسري، شريطة ألا يكون ذلك على حساب الحقوق الوطنية الثابتة.
خطة عربية بثلاث مراحل
تأتي هذه التطورات في وقت كشف فيه المندوب الدائم للجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، السفير ماجد عبد العزيز، عن ملامح خطة عربية متكاملة لإعادة إعمار غزة، أعدتها الجامعة بالتعاون مع مصر ودول عربية أخرى، بهدف مواجهة الطروحات الأميركية بشأن إخلاء القطاع من سكانه.
وأوضح عبد العزيز، في تصريحات لقناة “العربية”، أن الخطة العربية تتكون من ثلاث مراحل، وتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 53 مليار دولار. وتشمل المرحلة الأولى، التي تصل تكلفتها إلى نحو 20 مليار دولار، جهود التعافي العاجل، بما في ذلك إزالة الأنقاض وبناء مساكن مؤقتة للنازحين.
قمة طارئة في القاهرة
ومن المقرر أن يجتمع القادة والزعماء العرب في القاهرة يوم 4 مارس المقبل لعقد قمة طارئة، بهدف وضع “خريطة طريق عربية” للتعامل مع الأزمة في غزة، بما يشمل ملفات إعادة الإعمار، وترتيبات الحكم والإدارة في القطاع، والتصدي لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إخلاء غزة من سكانها.
وكانت الرياض قد استضافت قبل أيام قمة عربية غير رسمية، ناقش خلالها القادة العرب التصورات الأولية لخطة إعادة الإعمار. وشارك في هذا الاجتماع غير الرسمي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.