في تطور سياسي بارز، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن منصبه، شرط حصول بلاده على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة تعكس محاولات كييف لإيجاد تسوية تضمن أمنها القومي في مواجهة موسكو.
جاء هذا الطرح خلال مؤتمر صحفي عقده عشية الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، ليكشف عن مقايضات سياسية كبرى قد تعيد رسم خريطة التوازنات الدولية. فهل ستتجاوب القوى الكبرى مع هذا العرض، أم أن العقبات السياسية والعسكرية ستجعله غير قابل للتحقيق؟
موسكو ترد: لا تفريط في الأراضي الروسية وتعزيز للجيش
لم يتأخر الرد الروسي، إذ أكد الرئيس فلاديمير بوتين، خلال خطابه بمناسبة “يوم المدافعين عن الوطن”، أن بلاده لن تتنازل عن الأراضي التي قرر سكانها الانضمام إلى روسيا، مشددًا على مواصلة تعزيز القدرات العسكرية الروسية.
بوتين اعتبر أن أي حديث عن انضمام أوكرانيا للناتو ليس مجرد قضية سياسية، بل يمثل “خطًا أحمر” في الاستراتيجية الروسية، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد.
موقف واشنطن.. بين المفاوضات والمصالح الاقتصادية
في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لعقد اتفاق استراتيجي مع أوكرانيا حول المعادن النادرة—التي تُقدر قيمتها بحوالي 350 مليار دولار في المناطق التي تسيطر عليها روسيا—أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن كييف “بحاجة لتقديم شيء مقابل الدعم المالي الأميركي”، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ستستخدم هذا الملف كورقة ضغط لدفع زيلينسكي نحو تسوية سياسية معينة.
ترامب وتغيير قواعد اللعبة العالمية
وسط هذه التطورات، انتقد مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إيفان أوس، موقف ترامب، واصفًا تصريحاته حول زيلينسكي بأنها “بعيدة عن الواقع”. وأشار إلى أن زيلينسكي لا يزال يتمتع بشعبية تصل إلى 57% وفق مصادر أوكرانية، رغم ما يروج له بعض الأطراف الدولية.
أما فيما يتعلق باتفاق المعادن، فقد أشار أوس إلى غموض في الأرقام المتداولة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن قيمتها قد تصل إلى 26 تريليون دولار، مما يبرز أهمية هذا الملف في الحسابات السياسية والاقتصادية.