Times of Egypt

سجن صيدنايا.. أمل العائلات السورية يمتزج بصدمة الجثث المجهولة

M.Adam

بينما كانت تبحث العائلات السورية عن أحبائها المفقودين وسط آمال العثور عليهم، انقلبت المشاعر إلى صدمة وذهول مع مشاهد الجثث المجهولة القادمة من سجن صيدنايا سيئ السمعة، إذ عكس المشهد أمام مستشفى المجتهد في دمشق مزيجاً من الحزن والترقب، حيث اجتمعت مئات العائلات لرؤية صور أحبائهم المعلقة على الجدران، في محاولة يائسة لمعرفة مصيرهم.

وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، استحوذ الحديث عن “المسلخ البشري”، أو سجن صيدنايا، على اهتمام السوريين، ذلك السجن الذي أغلق أبوابه لعقود، فُتح مؤخراً، ليفتح معه جروحاً وأوجاعاً لطالما حاولت العائلات السورية طيّها على أمل العثور على أحبائهم المفقودين.

ومع تفاؤل مئات العائلات بلمّ شملها مع أحبائها، جاءت الصدمة من مستشفى المجتهد بدمشق. حيث نشرت إدارة العمليات في المستشفى صوراً لجثث مجهولة الهوية وجدت في السجن، ما دفع عشرات العائلات إلى التوافد هناك، متشبثين بأمل ضئيل في التعرف على أبنائهم.

المشهد أمام المستشفى كان صادماً ومؤلماً؛ مئات الأشخاص يتزاحمون أمام الصور المعلقة، يحدقون بعيون دامعة، وكلما تعرف أحدهم على صورة قريبه، ارتفعت الصرخات الممزوجة بالصدمة والوجع.

تقارير محلية أكدت وصول عشرات الجثث مجهولة الهوية إلى المستشفى، دون تقديم أي معلومات عن أصحابها. ووفقاً للأهالي، وعدت الجهات المسؤولة بإجراء فحوصات DNA والبصمات لتحديد هوية الجثث، وهو ما زاد من التوتر والانتظار القاتل.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديو توثق هذه الأحداث، لتثير حالة من الذهول والغضب بين السوريين. هذه الفيديوهات لم تكن مجرد صور، بل شهادة حية على الفظائع التي شهدها السوريون خلال سنوات الصراع.

بالتزامن مع هذه الأحداث، أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذيراً للعائلات السورية، دعتها فيه إلى تجنب البحث الفردي عن الجثث أو نبش المقابر، مشيرة إلى أهمية الاعتماد على الفرق الطبية والطب الشرعي لتحديد الهوية. وأكد المتحدث باسم اللجنة كريستيان كاردون أن ملف المفقودين يشكل قضية أساسية تحتاج إلى معالجة دقيقة لضمان حقوق العائلات في التعرف على أحبائها.

الصليب الأحمر أعلن أيضاً عن زيارة فريق من اللجنة إلى سجن صيدنايا، حيث لاحظ تضرر وثائق المعتقلين وتبعثرها في غرف السجن. كما نشطت فرق الصليب الأحمر في شوارع دمشق ومحيط مراكز الاحتجاز، في مساعٍ لجمع شمل العائلات مع المعتقلين الذين أُطلق سراحهم.

الجدير بالذكر أن الفصائل المسلحة التي سيطرت على البلاد عقب سقوط النظام السابق أعلنت أنها عثرت على عشرات الجثث في مستشفى حرستا بدمشق، تعود لمعتقلين سابقين كانوا في ظروف قاسية.

وتأتي هذه الأحداث المؤلمة بعد فتح السجون في الأيام الماضية وإطلاق سراح مئات المعتقلين، مما يعكس حجم المعاناة التي عاشها السوريون خلال العقود الأخيرة. في ظل هذه التطورات، تبقى الآمال معلقة على أن تحمل الأيام القادمة إجابات للعائلات المنتظرة وتكشف الحقيقة الغائبة عن مصير أحبائها.

شارك هذه المقالة