عبدالقادر شهيب
منذ نحو ثلاث سنوات، وكل مرة أُجري فيها تحليلاً أو فحصاً بالأشعة، أو أزور ذات الطبيب.. إلا وأدفع زيادةً في سعر التحليل والأشعة وكشف الطبيب! والمبررات دوماً جاهزة، وهي زيادة تكلفة المواد المستخدمة في التحاليل والفحص بالأشعة، وزيادة أيضاً أجور الفنيين والأطباء وهيئة التمريض، فضلاً عن زيادة أسعار كافة السلع على الأطباء!مثلاً منذ ست سنوات، كان سعر الفحص الذري 6 آلاف جنيه – في أغلب مراكز الأشعة.. التي تُجري هذا الفحص – وظل هذا السعر ثابتاً حتى عام 2023، ولكن منذ هذا العام.. وسعره في ارتفاع مستمر، حتى بلغ قرابة 9.5 ألف جنيه الآن.
وقس على ذلك أسعار بقية أنواع الأشعة العادية والمقطعية وغيرها، وأيضاً تحاليل الدم.أما طبيب الأورام – الذي كان كشفه منخفضاً.. يتراوح بين 300 و350 جنيهاً في عام 2023 – فقد بلغ الآن 700 أو 800 جنيه، بينما كشف العديد من الأطباء يتجاوز ذلك بالطبع.وهكذا صار العلاج من الأمراض الآن.. للقادرين فقط، فحتى في المستشفيات العامة ليست الخدمة الكاملةً متوفرةً، ولا الأدوية أيضاً، فكان الله في عون المرضى.
وأتذكَّر صديقاً قال لي ذات مرة: في بلادي، يعيش الإنسان الذي مستوراً حتى يُبتلى بالمرض – هو أو أحد من أهل بيته – فيُسحب عنه غطاء هذا الستر!وهذا الارتفاع في تكاليف العلاج، لم يحدث للأسف وحده، وإنما اقترن بارتفاع في تكلفة كل شيء: الغذاء والكساء والنقل والطاقة والملابس.. وكل الخدمات المختلفة.
وبالتالي كان تأثيره مضاعفاً، ومؤثراً على المرضى.. الذين باتوا لا يستطيعون توفير تكلفة العلاج، إلا بتخفيض إنفاقهم على الغذاء أو الخدمات الأخرى!ولو كنت مسؤولاً عن الصحة في بلادي، لما اكتفيت فقط بالمبادرات الصحية، لأنها تخفف عن كاهل كل المرضى غير القادرين، أو الذين كانوا قادرين.. قبل ثلاث سنوات.
نقلاً عن «فيتو«