أعلن القائد العام للإدارة السياسية الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، خلال لقائه وفد الخارجية البريطانية، ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم. وأشار الشرع إلى أن النظام السابق تسبب في تدمير مؤسسات الدولة واستهداف كافة مكونات المجتمع، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي بناء دولة قائمة على القانون والمؤسسات، وإرساء الأمن والاستقرار.
وفي تطور لافت، شهدت العاصمة السورية دمشق وصول وفدين دبلوماسيين ألماني وفرنسي لأول مرة منذ سنوات، في خطوة تعكس إعادة الانفتاح الدولي على المشهد السوري الجديد. حيث أجرى دبلوماسيون ألمان، اليوم الثلاثاء، محادثات مع ممثلي الحكومة الانتقالية لبحث فرص إعادة التمثيل الدبلوماسي الألماني، مع التركيز على دعم المرحلة الانتقالية وحماية الأقليات في سوريا.
وصرّح متحدث باسم الخارجية الألمانية أن بلاده “تراقب التطورات عن كثب”، مشيرًا إلى ضرورة تقييم الوضع الأمني ودور هيئة تحرير الشام، التي وصفها بأنها “تمثل تحديًا نظرًا لجذورها الأيديولوجية”.
وفي السياق ذاته، وصل وفد دبلوماسي فرنسي إلى دمشق للمرة الأولى منذ عام 2012. وأكد المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا، جان فرانسوا غيوم، أن بلاده مستعدة للوقوف إلى جانب السوريين في هذه المرحلة الجديدة، مضيفًا أن الوفد جاء للتواصل مع “سلطات الأمر الواقع” وتهيئة الأرضية للعمل الدبلوماسي. ورافق ذلك رفع العلم الفرنسي مجددًا فوق السفارة الفرنسية بدمشق بعد 12 عامًا من الإغلاق.
بدورها، وصفت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أرسولا فون دير لاين، الوضع الحالي في سوريا بأنه “نقطة تحول تاريخية”، مشيرة إلى أن سقوط نظام الأسد يمثّل بداية جديدة للشعب السوري والشرق الأوسط. وأكدت أن استقرار سوريا وسيادتها يمثلان هدفًا مشتركًا مع القوى الإقليمية.
وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، شدد أحمد الشرع على ضرورة التركيز على إعادة بناء الدولة وإنشاء مؤسسات شاملة تخدم جميع السوريين، داعيًا إلى إزالة تصنيف الإرهاب عن بعض الفصائل، ورفع العقوبات المفروضة على النظام السابق، الذي قال إنه “رحل بلا رجعة”.
دعم أممي ودولي
من جهته، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بعد لقائه أحمد الشرع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير، أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الشعب السوري في هذه المرحلة، داعيًا إلى عملية انتقال سياسي شاملة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفي واشنطن، اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن سقوط الأسد يمثّل “فرصة تاريخية” للشعب السوري لتأسيس حكومة ديمقراطية تمثل جميع أطياف المجتمع، لكنه حذّر من “المخاطر المحتملة” المتمثلة في استغلال الفراغ من قبل الجماعات المتطرفة. وأضاف أن الأسد دفع ثمن إصراره على القتل ورفضه للحل السياسي، مشيرًا إلى أن تراجع الدعم الإيراني والروسي وحزب الله لعب دورًا حاسمًا في انهياره.