Times of Egypt

عراقجي في موسكو هذا الأسبوع لمناقشة المحادثات النووية مع واشنطن

M.Adam

يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو هذا الأسبوع لمناقشة مجريات المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي استضافتها سلطنة عُمان، قبل جولة جديدة من المحادثات مع الأميركيين في روما.

أجرى عراقجي السبت محادثات مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة عُمانية في مسقط، وهو أعلى تمثيل للجانبين في مثل هذه المفاوضات منذ انهيار الاتفاق النووي المبرم العام 2015 عقب سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده احاديا منه في 2018 أثناء ولايته الأولى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين إن عراقجي سيزور موسكو “نهاية الأسبوع”، مضيفا أن الزيارة “مخطط لها مسبقا” لكنها ستكون “فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط”.

من جانبها نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي نظيره عراقجي في موسكو. وقالت ماريا زاخاروفا “ننتظر وصول زملاء إيرانيين، ومن المقرر إجراء محادثات مع سيرغي لافروف واجتماعات مع مسؤولين روس”.

وصفت إيران والولايات المتحدة اللتان لا علاقات ديبلوماسية بينهما منذ العام 1980 مناقشات السبت بأنها “بناءة”، علما أنها جرت بعد أسابيع من توجيه ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى التفاوض مع التهديد باللجوء إلى عمل عسكري في حال رفض طهران.

أجرت روسيا، الحليف الوثيق لإيران، والصين مناقشات مع طهران في الأسابيع الأخيرة بشأن برنامجها النووي. ورحبت موسكو بالمحادثات الإيرانية الأميركية، وحثت على إيجاد حل دبلوماسي محذرة من أن المواجهة العسكرية ستكون “كارثة عالمية”.

ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية في 19 نيسان/أبريل في روما، بحسب ما أكّد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.

وقال تاياني، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إيطالية “وردنا طلب من الأطراف المعنية التي تؤدّي عمان بينها دور الوسيط وكان ردنا بالإيجاب”.

– “أسوأ اتفاق” –

وقال بقائي إن الجولة المقبلة ستكون غير مباشرة كذلك وبوساطة عُمانية، مضيفا أن المحادثات المباشرة “غير فعالة” و”غير مجدية”.

وفي تصريح سابق، قال المتحدث إن الجولة المقبلة ستركز فقط على “المسألة النووية ورفع العقوبات”، وإن إيران “لن تجري أي محادثات مع الجانب الأميركي بشأن أي مسألة أخرى”.

ومساء الأحد، أفادت وكالة إرنا الرسمية بأن نفوذ طهران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.

في العام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من اتفاق 2015 وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران التي ظلت ملتزمة الاتفاق لمدة عام بعدها، قبل أن تبدأ في التراجع عن التزاماتها بموجبه.

بعد عودته إلى البيت الأبيض، دعا ترامب إيران إلى التفاوض على نص جديد، مع تلويحه بـ”قصف” إيران في حال فشل المسار الدبلوماسي معها.

وقال الاثنين “سأحل هذه القضية” مشيرا إلى أن “الأمر سهل للغاية”.

وكان ترامب ندد في عام 2018 بالاتفاق النووي الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، معتبرا أنه “أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه” مع إيران.

وبعدما أكد بقائي أن إيران ستستضيف هذا الأسبوع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أوردت “إرنا” أنه من المقرر أن يصل إلى العاصمة الإيرانية الأربعاء.

ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية أن غروسي “سيصل إلى طهران مساء الأربعاء ويلتقي بوزير الخارجية الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية” محمد إسلامي.

وفي منشور على  “إكس” أكد غروسي أن “استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمرٌ ضروري في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية”.

وكانت آخر زيارة لغروسي إلى إيران في تشرين الثاني/نوفمبر حين أجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.

وفي أحدث تقرير فصلي نشرته في شباط/فبراير، قدرت الوكالة أن إيران تمتلك 274,8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3,67% التي حددها اتفاق 2015. وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90% المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.

وأشارت الوكالة إلى أن إيران هي البلد الوحيد غير الحائز السلاح النووي الذي يخصّب اليورانيوم بهذه المستويات مع الاستمرار في تكديس مخزون كبير من المواد الانشطارية.

وتنفي إيران باستمرار أن تكون تسعى لامتلاك السلاح النووي.

شارك هذه المقالة