Times of Egypt

كلمة السر في حرب باكستان والهند!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..
الأصل في العلاقة بين الهند وباكستان.. هو الصراع. فمنذ استقلالهما عام 1947 عن بريطانيا، وتقسيم شبه الجزيرة الهندية، لم تعترف الدولتان بالوضع القائم؛ خاصة فى إقليم كشمير المتنازَع عليه.
اندلعت الحروب بينهما..سنوات النصف الثاني من القرن الماضي، ونتج عنها انفصال بنجلاديش عن باكستان 1971. لكن امتلاك إسلام أباد للسلاح النووي 1998، بعد حيازة نيودلهي له منذ 1974، جعل صراعهما.. صراع وجود،وليس صراع حدود. وفي كل مرة يضغط جيشا الدولتين على الزناد، يُصاب العالم بالرعب.. من تحوُّل النزاع إلى معركة نووية. ومن ثم كانت القوى الكبرى تُسارع لنزع فتيل التوتر.

لكن عوامل جديدة دخلت جولة الصراع الراهنة، وكان يمكنها تغيير المعادلة العسكرية.. لولا مسارعة أمريكا للضغط.. من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
في 26 أبريل الماضي، هاجم مسلحون منتجعاً سياحياً.. في الجزء الهندي «جامو وكشمير»، مما أسفر عن مصرع 26 شخصاً؛ في أسوأ هجوم إرهابي منذ عقدين. على الفور، اتهمت الهند باكستان بشن الهجوم، أو تسهيل مهمة مرتكبيه.. من جماعة «العسكر الطيبة»؛ التي تصنفها الهند إرهابية. بعد أسبوعين، ردَّت الهند على الهجوم.. بشَنِّ غارات داخل باكستان، وفي الجزء التابع لها من كشمير– المسمى –«آزاد كشمير» (أي «كشمير الحرة»). كان الهجوم شديداً، وتجاوز المتوقع. اعتقدت الهند والعالم أن باكستان سترد بتحفظ، وعندها تتدخَّل الوساطات لينتهي الأمر.

لكن قبل أيام، ردَّت باكستان بشكل فاجأ الهند والعالم. جرى اشتباك جوي – يُعتبر الأخطر منذ عقود – بين طائرات باكستانية صينية الصنع، وهندية روسية وأوروبية الصنع.
كان التفوق الباكستاني واضحاً. فقد جرى إسقاط مقاتلات هندية، منها الرافال الفرنسية، وتدمير صواريخ وأنظمة دفاع جوي. وكالة رويترز قالت إن هذه المعركة الجوية ستكون موضع دراسة وتقييم من الأكاديميات العسكرية العالمية، لمعرفة ما يمكن أن يحدث في النزاعات الدولية المستقبلية.
المعركة كانت علامة فارقة.. لظهور الأسلحة الصينية المتقدمة؛ خاصة الطائرات.
في هذه اللحظة، بدأت أمريكا تستوعب ما حدث، وتصاعدت الخشية من تصاعد النزاع إلى حرب نووية.

في البداية، لم تهتم واشنطن كثيراً بما يجري. نائب الرئيس «فانس» قال: «نشجع البلدين على عدم التصعيد، لكننا لن نشارك في جهود.. لإنهاء حرب لا علاقة لنا بها».
لكن الرد الباكستاني (بأسلحة صينية)،جعل إدارة ترامب تعتقد أن بكين.. تسعى لإعادة تشكيل توازنات القوى في جنوب آسيا. تحرك نائب الرئيس «فانس»،ووزير الخارجية «روبيو»، واتصلا بقيادات الهند وباكستان، ليتم التوصل إلى وقف القتال.. بعد 12 ساعة فقط من الرد الباكستاني.
كان الجميع يقللون من خطورة هذا الرد، لكن نتائجه أجبرت واشنطن – ودولاً أخرى – على التحرك السريع.
تاريخياً، ارتبطت باكستان بأمريكا سياسياً وعسكرياً، والهند بروسيا. لكن في السنوات الأخيرة، تحسنت علاقات واشنطن ونيودلهي، وعمَّقت إسلام أباد علاقتها بالصين. وأصبح 80٪ من أسلحتها حالياً صينيا.

أصابع إسرائيل لم تكن بعيدة. باكستان أسقطت طائرات مُسيَّرة.. من صناعتها. ومع ذلك، فإنَّ المتغير الأكبر في هذه الجولة – من الصراع الهندي-الباكستاني، هو السلاح الصيني.
بكين ترد على «أمريكا ترامب»..ليس اقتصادياً وسياسياً فقط، بل عسكرياً أيضاً.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة