كشفت وكالة “رويترز” عن سلسلة لقاءات وجهاً لوجه جرت في الأسابيع القليلة الماضية بين مسؤولين من الجانب السوري ونظرائهم الإسرائيليين، بهدف احتواء التوترات الأمنية على الحدود بين البلدين ومنع اندلاع صراع قد يهدد الاستقرار في المنطقة.
ووفقاً لما نقلته “رويترز” عن خمسة مصادر وصفتها بالمطلعة، فقد عقد الطرفان على الأقل ثلاث جولات من المحادثات المباشرة، شملت واحدة منها عقدت في المنطقة الحدودية ذاتها، في محاولة لتأسيس قنوات اتصال غير مسبوقة بين النظام السوري وإسرائيل، اللذين ظلا على حالة عداء منذ عقود.
وأكدت المصادر أن هذه اللقاءات الأمنية بين الجانبين تحمل آمالاً بأن تؤدي إلى تفاهمات أوسع قد تساهم في تهدئة الأوضاع الإقليمية. وأشارت إلى أن الجانب السوري كان برئاسة أحمد الدالاتي، قائد الأمن في محافظة السويداء، بينما لم يتم الكشف عن أسماء المشاركين الإسرائيليين بدقة، إلا أن مصدرين ذكروا أنهم مسؤولون أمنيون.
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات للرئيس السوري أحمد الشرع الذي أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بهدف تفادي فقدان السيطرة على الأوضاع، في إشارة إلى مخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق.
على الصعيد نفسه، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن محادثات نادرة جرت مؤخراً في أذربيجان بين مسؤولين من الجانبين السوري والإسرائيلي، بحضور مراقبين أتراك، حيث شارك في هذه اللقاءات رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوق.
إلى جانب ذلك، كشفت تقارير عن تفاهمات عسكرية بين إسرائيل وتركيا لتنسيق التحركات في سوريا، ما يضيف بعداً جديداً لتشابك العلاقات الإقليمية في المنطقة.
في سياق متصل، سلمت سوريا وثائق تتعلق بالجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين إلى الجانب الإسرائيلي، ما يوضح أن التواصل بين الطرفين لا يقتصر فقط على الملفات الأمنية الراهنة بل يمتد إلى مسائل تاريخية ذات حساسية عالية.
هذه اللقاءات والتفاهمات، رغم سرّيتها وندرتها، تمثل مؤشراً هاماً على وجود رغبة مشتركة في تفادي التصعيد، وربما فتح نافذة جديدة للحوار بين دولتين ظلا لعقود في مواجهة مفتوحة. إلا أن المراقبين يرون أن تحقيق أي تقدم مستدام في العلاقات يتطلب تنازلات متبادلة وتجاوز ملفات شائكة عالقة.