عبدالقادر شهيب
بعد أن تناولت أمس.. الضربة الإسرائيلية لإيران، كان من المفترض أن أتناول الرد الإيراني.. الذي يبدو أنه لا يتناسب مع ما وعد به المرشد الإيراني الإسرائيليين؛ من حيث الخسائر التي ألحقها بإسرائيل.. لكنني سوف أكتب اليوم عن أمر مختلف، وإن كان في إطار الصراع العسكري الإيراني-الإسرائيلي، لأنه له دلالته ومغزاه؛ خاصة أن ملف هذا الصراع لن يُغلَق اليوم.. بعد الرد الإيراني، وهذا ما أعلنه الإسرائيليون أنفسهم.
فقد لفت انتباهي بشدة، ما أعلنه الرئيس الفرنسي ماكرون.. بعد الضربة الإسرائيلية لإيران.
فقد قال إنه.. إذا ردَّت إيران على إسرائيل، سوف ندافع عن الإسرائيليين!
هذا الكلام يأتي، والعلاقات الفرنسية الإسرائيلية متوترة بشدة، بسبب اتجاه فرنسا ماكرون.. للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتنظيمها – مع السعودية – مؤتمراً دولياً لحشد التأييد الدولي لإقامة هذه الدولة. وبلغ التوتر مداه، إلى درجة دعوة الإسرائيليين لإقامة هذه الدولة الفلسطينية.. على قطعة من الأرض الفرنسية!
غير أن هذا التوتر، والتطاول الإسرائيلي على ماكرون شخصياً، لم يمنعه من إعلان أنه سيدافع عن إسرائيل.. ضد أي هجمات إيرانية. وإن كانت هذه الهجمات تأتي رداً على ضربات إسرائيلية موجعة لإيران.
وهنا مجددا، نستنتج أن إسرائيل بالنسبة للغرب.. هي مثل الابن؛ حتى وإن كان غير مهذَّب؛ مشاغباً، أو مثيراً للمتاعب، أو لا يُحسن التصرف!
فهل نعي ذلك؟!
والدليل على ذلك، أن الغرب كله.. انتفض بعد السابع من أكتوبر للدفاع عن إسرائيل، ولم يهتم أو يكترث لوقف الحرب.. إلا بعد أن صارت هذه الحرب إلى حرب إبادة جماعية، وتجويع ممنهج، وتهجير مخطّط. خشية أن تضطرب المنطقة، وتتهدد مصالحه.
نقلاً عن «فيتو»