وصل الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إلى العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، للمشاركة في فعاليات “مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه”، الذي يُعد أحد أبرز المنصات الإقليمية المعنية بقضايا المياه في العالم العربي.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، أشاد الدكتور سويلم بالتنظيم العراقي للمؤتمر، موجهًا التحية إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الموارد المائية العراقي المهندس عون ذياب، ومؤكدًا أن هذا الحدث بات محطة مهمة لتبادل الخبرات وبناء توافقات إقليمية بشأن القضايا المائية ذات الأولوية.
أرقام صادمة: أكثر من 90% من العرب يعانون من ندرة المياه
لفت الدكتور سويلم إلى أن أكثر من 90% من سكان الدول العربية يعانون من ندرة مائية حرجة، في ظل اعتماد 21 دولة على موارد مائية مشتركة، كما أن أكثر من 60% من المياه المتاحة في المنطقة تأتي من خارجها، ما يعكس هشاشة الوضع المائي العربي.
وأكد أن هذه المعطيات تحتم ضرورة التعاون الإقليمي والالتزام بقواعد القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بالإخطار المسبق وتبادل البيانات ومبدأ عدم الإضرار.
تغير المناخ وتصحر متزايد.. أزمة متفاقمة في الأفق
تناول الوزير التحديات المتصاعدة في المنطقة العربية، مثل النمو السكاني وارتفاع الطلب على المياه وتغير المناخ، والتي أدت إلى تصحر تجاوز 60% من مساحة المنطقة، وفقًا لتقديرات مشتركة من اليونسكو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (أكساد).
وأشار إلى أن العجز المائي العربي قد يبلغ 261 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة وفورية لسد الفجوة بين الموارد والاحتياجات.
مصر ترفض تسييس المياه وتندد بتدمير البنية المائية في غزة
أكد الدكتور سويلم أن مصر ترفض تمامًا استخدام المياه كأداة للضغط السياسي، باعتبار ذلك انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
كما أعرب عن قلق مصر البالغ تجاه ما تتعرض له البنية التحتية للمياه في قطاع غزة من تدمير ممنهج، ما يزيد من معاناة ملايين المدنيين، مؤكدًا أن المياه “حق إنساني أصيل يجب أن يكون جسرًا للتعاون لا أداة للصراع”.
المياه والتكنولوجيا.. شراكة استراتيجية لا ترف
أوضح الوزير أن التكامل بين المياه والتكنولوجيا بات ضرورة استراتيجية في ظل التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن شعار المؤتمر “المياه والتكنولوجيا: شراكة من أجل التنمية” يتماشى مع رؤية مصر التي تعتمد على تقنيات متقدمة لتحقيق إنتاج أكثر بموارد أقل.
واستعرض جهود الدولة المصرية في تحديث المنظومة المائية عبر “محاور الري 2.0″، والتي تشمل: معالجة وتحلية المياه (بمشروعات كبرى مثل محطات الدلتا الجديدة، بحر البقر، والمحسمة)، والتحول الرقمي والإدارة الذكية، وتأهيل المنشآت المائية، والتكيف مع تغير المناخ، وتعزيز روابط مستخدمي المياه وتدريب الكوادر البشرية.
دعوة إلى المشاركة في أسبوع القاهرة للمياه
وفي ختام كلمته، دعا الوزير سويلم كافة الدول والمنظمات إلى المشاركة في “أسبوع القاهرة الثامن للمياه” المقرر عقده في أكتوبر المقبل تحت شعار: “حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه”، مشيرًا إلى أن الفعالية ستشهد اجتماعات رفيعة المستوى لوزراء المياه والزراعة العرب لدفع مشاريع إقليمية واقعية تعزز الأمن المائي العربي.
