من الانتشار في مصر ودول عربية كـ«النار في الهشيم» إلى أفول نجمه، هكذا بدأت رحلة سلسلة محلات بـ«لبن» تتوارى عن الأنظار، تاركة تساؤلات، تتضمن: ما سر الصعود السريع؟ وما أسباب إغلاق الفروع بشكل أسرع من افتتاحها؟
للإجابة عن الأسئلة، يجب الإشارة إلى رحلة صعود بـ«بلبن» والتي بدأت عامَ 2021 في مصر، وانطلاق هذه العلامة التجارية، بحسب الصفحة الرسمية لسلسلة “بلبن” عبر “فيسبوك”.
وبعد قرابة عام، وعلى مدار الثلاثة أعوام التالية، ظهرت إعلانات التوظيف للسلسلة، بالتزامن مع خطة نوعية جديدة، تضمنت افتتاح عشرات الأفرع داخل وخارج مصر.
في الربع الأول من العام الجاري وصل عدد فروع سلسلة محال بـ«بلبن»، إلى 300 فرع في مصر والسعودية والأردن والكويت، وصولًا إلى 10 دول كاملة.
ورغم ذلك الانتشار، حاول “بلبن” الدخول على خط «كعك العيد»، فطرح منتجات بالتزامن مع عيد الفطر، ونشر إعلانات ترويجية لمنتجه الجديد، ظهر فيها مؤسس «العبد للحلويات» بمظهر أثار استياء الشركة الثانية، ودفعها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية.
إلا أن ذلك الانتشار، تحول إلى موجة من الانحسار المفاجئ، بدأت في السعودية، وسط مزاعم، بأن سبب الإغلاق هو تسمُّم بعض العائلات السعودية بعد تناول منتجاته.
وبحسب بيان مقتضب لوزارة البلديات والإسكان قبل أيام، فإنه من خلال جهود أماناتها في عدد من المناطق، تعاملت مباشرةً مع ما ورد من بلاغات بهذا الشأن عبر فرق الرقابة الميدانية، وتم اتخاذ ما يلزم وَفق الإجراءات النظامية التي تضمن سلامة وصحة الجميع.
وأضافت وزارة البلديات والإسكان، أن معظم حالات الاشتباه بالتسمم الغذائي تماثلت للشفاء، بينما تتلقى الحالات المتبقية الرعاية الصحية اللازمة وحالاتها مستقرة.
وبحسب البيان، فإن الوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والدواء، باشرت البلاغات الواردة لها بشأن هذه الحالات، وتم التعامل معها وَفق الإجراءات النظامية المعتمدة في حينه؛ مؤكدة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، والتي شملت إغلاق مصنعَي وفروع المنشأة احترازيًّا، لحين استكمال عمليات التحقق والتحليل.
من السعودية إلى مصر، بدأت سلسلة بـ«لبن» توشك على الأفول، بإغلاق 12 فرعا بسبب وجود حالات تسمُّم، إلا أن محافظ الجيزة عادل النجار، أرجع سبب إغلاق، 12 منشأة لبيع منتجات الألبان والحلويات تابعة لسلسلتَي محلات “بلبن” و”بلين” بأحياء العجوزة والعمرانية وجنوب الجيزة والوراق وإمبابة ومدينة السادس من أكتوبر ومدينة الشيخ زايد ومركزَي الحوامدية والبدرشين، إلى تقرير مديرية الشؤون الصحية بالجيزة وإدارة مراقبة الأغذية؛ لإدارة الفروع دون ترخيص وعدم حصولها على التصاريح اللازمة للمزاولة.
وكلَّف المحافظ رؤساء الأحياء والمراكز والمدن المعنية، بالتعاون مع شرطة المرافق، بقطع المرافق عن المنشآت المخالفة، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة مع المتابعة الدورية؛ لضمان عدم تكرار المخالفة.
وفي محاولة منها، لحفظ ماء وجهها، قالت سلسلة “بلبن” في بيان صادر عنها، إن غلق أفرعها في الجيزة خلال الأيام الماضية، لم يكن له أية علاقة بحالات تسمُّم، مؤكدة أنه لا يوجد أي بلاغ طبي أو تقرير رسمي يفيد ذلك.
وفيما أكدت أن الغلق تم بشكل إداري لأسباب تنظيمية، وأنه يتم التعامل مع الوضع بشفافية، أضافت: “اللي بيحصل حوالينا الأيام دي مش مفهوم، فيه موجة كبيرة من الكلام، وفيه تركيز غير معتاد، وفيه تساؤلات حوالينا إحنا كمان مش لاقيين لها إجابة واضحة، (بلبن) فيه أكثر من 25,000 شخص بيشتغلوا بشكل مباشر، ده مكان أكل عيشهم ورزقهم، وبكل بساطة ممكن تِتْسَبِّبوا في قطع عيشهم”.
وكما تبحث بـ«لبن» عن إجابات واضحة لسبب الإغلاق، يبحث القراء والمتابعون عن أسباب الصعود السريع، وسر السقوط في الهوة، بشكل متناغم، وبأسرع من موجة الصعود التي امتدت لـ4 أعوام.
