Times of Egypt

من قضية إلى صفقة!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام
لا ينسى ترامب أبدا.. أنه رجل أعمال وليس سياسياً. العالم بالنسبة له صفقة يجب ربحها.
مع الشرق الأوسط، لن يبدأ من جديد. سجله حافل، ويشِي بما يمكن أن يحققه من صفقات. في
رئاسته الأولى، اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووافق
رسمياً على ضم الجولان السوري لإسرائيل؛ في صفقة لإرضاء قاعدته الإنجيلية المسيحية.. التي
وقفت بقوة وراء انتخابه. ثم جاءت الصفقة الكبرى.. المتمثلة في الاتفاقات الإبراهيمية للتطبيع
بين العرب وإسرائيل، مقابل وعد غامض.. غير محدد التوقيت، بإقامة الدولة الفلسطينية.
تحقق التطبيع ولم تقم الدولة.
تعهَّد خلال الحملة الانتخابية.. بوقف الحرب في غزة ولبنان، لكن لم يوضح كيف؟ هل يستمر
العدوان الوحشي.. حتى تسلمه السلطة 20 يناير المقبل؟ لا أحد يعلم.
لكن المؤكد أن ما حققته إسرائيل خلال العام الماضي، سيكون في حسبانه، وستكون الصفقة التي
يمكن أن يبرمها.. مليئة بالمزايا والهدايا، التي سيمنحها من لا يملكها لمن لا يستحقها.
تلك طبيعة صفقات ترامب. الفائز يحصل على كل ما يريد، ويكفي المهزومون أنهم أحياء.
ستواصل الدبلوماسية الترامبية توسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية، وسيختفي وعد الدولة
الفلسطينية. أفكار ترامب – والتي يصفها البعض بأنها خارج الصندوق – قد تتضمن تهجير
الفلسطينيين، ومسألة الوطن البديل.
نيتانياهو وصف فوز ترامب بأنه: أعظم عودة في التاريخ.. منتظراً منه، تحقيق ما لم يستطع
الحصول عليه من بايدن، رغم أنه قدَّم دعماً عسكرياً ومالياً ودبلوماسياً غير مسبوق.. لإسرائيل،
لكن هدايا ترامب مختلفة تماماً. صفقات غير متكافئة بالمرة.
الفلسطينيون بالنسبة له.. موجودون كبشر، ومن الضروري تخفيف معاناتهم، لكن ليس كشعب أو
دولة.

شارك هذه المقالة