عبد القادر شهيب
التحذير من العاصفة الخماسينية – التي تعرضت لها البلاد أخيرا – أصاب الكثيرين بالهلع للأسف الشديد.. فألغى كثيرون مواعيد وارتباطات سابقة لهم، والتزموا بيوتهم، وتم تأجيل الدراسة، والتفكير في تأجيل مباريات كرة القدم.. وظل كثيرون يترقبون حلول الساعة الواحدة ظهراً؛ التي قيل إنها ستكون بداية ذروة العاصفة الترابية.. التي ستمتد إلى الساعة الثالثة.
ومرت ساعات اليوم ثقيلة.. على من اضطرتهم ظروفهم للخروج من منازلهم، وارتياد الشوارع. ولكن عندما حل موعد ذروة العاصفة الترابية، ومرت الساعات المقررة لها، اكتشف الناس أنه لم يكن ثمة داعٍ للهلع ولا مبرر للفزع، لأن النهار مر بسلام في العديد من مناطق البلاد، وفي مقدمتها القاهرة الكبرى.
والسؤال هنا: ماذا كان سبب هذا الهلع الذي أصاب الناس. هل كان هناك مبالغة في تقدير حجم ومدى تلك العاصفة الترابية، أم أننا صرنا نصاب بالفزع والهلع من أية تحذيرات وبائية لنا، أم أن هناك سبباً آخر لا نعلمه بعد؟!
عموماً الأمر يحتاج البحث والدراسة.. للعثور على تفسير مقنع لحالة الهلع التي أصابت كثيرين، بعد تحذيرات «الأرصاد الجوية» من العاصفة الترابية الخماسينية. فنحن نواجه حزمة كبيرة من التحديات، تحتاج لصلابة في مواجهتها وليس لأعصاب مهزوزة، أو أي قدر من الهلع والفزع، وإلا استغل خصومنا وأعداؤنا هذا الهلع ضدنا.. للنيل منا، وتحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة، التي لم يعودوا يخفونها الآن ويجاهرون بها.
نقلاً عن «فيتو«