Times of Egypt

هل ترامب «شرير الشاشة» فقط؟! 

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام 

قد لا تأتي هذه السطور.. على هوى كثيرين. ترامب الآن.. «شرير» شاشة السياسة العالمية بدون منازع. حتى في أمريكا، نصف الشعب تقريباً.. ضده. لا يحظى بأي قدر من الإعجاب أو حتى الاحترام من جانب الليبراليين واليساريين في العالم.. خاصة في الغرب. يتم اتهامه.. ليس فقط بالزيف والاحتيال والغرور، بل والتعجيل بنهاية الغرب.. كما نعرفه الآن. إنه – بوصف الكاتبة والمؤرخة الأمريكية آن أبلباوم – ليس سوى بائع متجول، وعُوده لا قيمة لها تماماً.. مثل الشهادات التي كان يحصل عليها الخريجون من جامعة ترامب العقارية، التي توقفت قبل سنوات.. بعد اتهامات بالفساد. 

لكن هناك وجهة نظر أخرى.. ترى أنه – رغم كل عجرفته وغروره وتهديداته – يدافع عن مصالح بلاده، كما لم يحدث من جانب أي رئيس أمريكي سابق. وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز – التي تنتمي لحزب العمال اليساري – طالبت مؤخراً.. بإعادة النظر في تقييم «ظاهرة ترامب»! ريفز قالت: «بريطانيا بحاجة إلى أن تتعلم منه. إنه يدافع بقوة عن مصالح بلاده، والترويج بحماسة منقطعة النظير – وربما مبالغ فيها – للاستثمارات فيها». ترامب يدافع أيضاً عن الصناعة الأمريكية – وكل ما هو أمريكي – مستخدماً كلمات على شاكلة: إنها الأفضل في العالم. «لا شيء يمكن أن يضاهي المنتجات الأمريكية».  

الوزيرة البريطانية نصحت زملاءها في الحكومة قائلة: «لا ينبغي أن نعتذر.. ونحن نروج – ونتحمس – لبلادنا، وندعو للاستثمار فيها. لا يجب أن نكون مهذبين.. بشأن ذلك. علينا أن نصرخ – من أعلى المنازل – ونعلن على الملأ.. نقاط قوتنا. لدينا أفضل الجامعات، ولدينا رواد أعمال، ونتفوق في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والطاقة النظيفة.. لكن صوتنا هادئ، عكس ترامب». 

ريفز لم تكن وحدها. سيمون كيس – وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني السابق – قال: «إن من الصعب تصور أن يجمع رئيس وزراء بريطاني آلاف البريطانيين.. في استاد رياضي، ويوقع علناً على قرارات تنفيذية، تخص حاضر ومستقبل البلاد. ترامب أبدى شفافية شديدة، يجب أن نتعلم منها؛ خاصة مع تراجع الاهتمام بالسياسة وتراجع الثقة في السياسيين». 

في عالم تتنافس فيه الدول بشراسة.. على الفوز بفرص استثمارية واقتصادية، وتحسين مكانتها السياسية، هناك حاجة لما يسميه الخبراء.. بـ «الترويج الهجومي» للإمكانات. الأمر يشبه عالم كرة القدم. هناك فرق تقدم كرة جميلة.. لكن خجولة، بينما فرق أخرى تلعب بشراسة.. وربما عدوانية. الشراسة في اللعب – أو في الحياة عموما.. إحدى وسائل تحقيق النصر. التواضع، وترك الأعمال تتحدث عن نفسها.. ليس من سمات عالم اليوم.  

مصر لديها نقاط قوة، وإمكانيات عظيمة.. في مجالات عديدة، لكن غالبية المصريين أنفسهم.. لا يشعرون بذلك.  

جامعاتنا – رغم كل الانتقادات – لا تزال بين الأفضل عربياً وأفريقياً.  

إمكانياتنا السياحية، والفرص الاستثمارية والاقتصادية تؤهلنا لأن نكون في مكانة أحسن.  

المطلوب من المسؤولين – الذين يتحدثون باسم مصر – ألا يكونوا محايدين، أو خجولين. هناك ضرورة للمزج بين المعرفة العلمية، والمشاعر الشخصية.. عند الترويج لأي مشروع. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة