Times of Egypt

وما ترامب إلا محضُ لص!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..
في ديسمبر 2017، اعترف ترامب رسمياً بالقدس المحتلة.. عاصمة لإسرائيل.
من لا يملك.. أعطى لمن لا يستحق. تماماً مثلما حدث في نوفمبر 1917، عندما صدر وعد بلفور، مؤكداً دعم بريطانيا إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
في فبراير 2025.. من لا يملك – وهو ترامب ذاته – طمع في الغنيمة. قرر سرقتها، وضمها لممتلكاته. تصور أن غزة ستصبح- بفضل أفكار وجشع صهره جاريد كوشنر- «ريفييرا» الشرق الأوسط. ستنافس منتجع «مارالاجو»..الذي يمتلكه في فلوريدا. إنها العقلية التجارية والعقارية عندما تسود.
صمت الرئيس وتكلم المقاول. البشر والحقوق والتاريخ هوامش.. على متن «بيزنس» يسيل له لُعابه.
«الأشياء تتداعى. المركز لا يصمد. لا شيء غير الفوضى يسود العالم. هيبة البراءة غريقة في كل مكان. أفضل البشر بحاجة إلى الإيمان، والأشرار يستمرون. حقاً إنها رؤية الكسوف تقترب». هكذا رأى الشاعر والكاتب الأيرلندي الشهير ويليام ييتس العالم عام 1919.. عقب الحرب العالمية الأولى.
المنتصرون (بريطانيا وفرنسا تحديداً) قرروا قضم كل ما يقدرون على هضمه.. من ثروات وأراضي الشعوب. لم يدركوا أن اللصوصية، وشهوة الانتقام، وفرض الأمر الواقع.. لن تدوم. بعد 20 عاماً، اشتعلت حرب عالمية أخرى، أنهت عملياً سيادتهما على العالم. نعيش الآن لحظة مشابهة.
ترامب يضع أسس عالم جديد.. كما لو كان يضع أساس عمارة أو مشروع ترفيهي. كل ما يهمه التكلفة، ومواد البناء، والتصميمات، ومن يشتري الوحدات السكنية. قرر الاستيلاء على غزة بوضع اليد. بدانتنياهو- خلال مؤتمره الصحفي المشؤوم – ، مندهشاً.
المفروض أن يشكره الفلسطينيون، لأنه ينقذهم من «حفرة جهنم»، التي يعيشون فيها!
لا تعنيه كثيراً.. أموراً «صغيرة تافهة»؛مثل: هل يرغب الفلسطينيون في ذلك أم لا؟ وما شرعية ما سيقوم به؟.
تساءل: لماذا يريدون البقاء في مثل هذا المكان؟ وعندما صرخ فيه صحفي: لأنها أرضهم، تجاهل الرد. الفلسطينيون بالنسبة له.. مهاجرون غير شرعيين عليهم المغادرة.
اقتراح ترامب تطهير عرقي، واستعمار كامل الأركان.. لصالح إسرائيل. سنمتلك القطاع، وسنقوم بما يجب القيام به. لم يسأل نفسه: ماذا لو رفض 1.8 مليون غزاوي المغادرة؟ هل سيكرر جرائم جيش الاحتلال الصهيوني.. ويرتكب إبادة جماعية؟ القضية ليست عقارية أو صفقة، بل تهجير قسري صريح، سيكون مقدمة لقيام إسرائيل بتهجير نهائي بالضفة الغربية، لتقيم هي الأخرى «هونج كونج» جديدة في الشرق الأوسط.
رد الفعل العربي.. يجب ألا يكون خجولاً أو متردداً.
اللحظة الراهنة – التي نعيشها – بحاجة إلى أقصى درجات الوضوح والحسم. استرضاؤه أو التوصل معه إلى حل وسط.. لم يعد- ولا يجب أن يكون – وارداً.
ترامب.. ليس سوى محض لص، يحاول أن يتجمل بالحرص على حياة كريمة للفلسطينيين.
الحديث عن طيشه وتهوره وجنونه.. محاولة لتخويف شعوب وحكومات المنطقة، حتى يمرر كل ما يريد. إذا سمحنا بذلك، ستكون نهاية القضية الفلسطينية، وليس بعيداً أن تصبح الأراضي الفلسطينية.. منطقة محظورة على الفلسطينيين.. إلا للسياحة فقط.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة