يواصل الاحتلال الإسرائيلي محاولاته الرامية لإخراج سكان قطاع غزة من أراضيهم، في خطوة أثارت إدانات واسعة. ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوات الاحتلال للاستعداد لتنفيذ خطة تُروج لما يُسمى “الخروج الطوعي” لسكان غزة إلى دول حول العالم.
وبحسب الإذاعة العبرية، صرّح كاتس: “لقد أمرت جيش الدفاع الإسرائيلي بالاستعداد للمضي قدمًا في خطة المغادرة الطوعية لسكان غزة المهتمين بالمغادرة إلى أماكن مختلفة في العالم، وهذا ما يتعين على الجيش القيام به”.
هذه التصريحات قوبلت برفض عربي ودولي قاطع، خاصة من جمهورية مصر العربية، التي اعتبرت الخطة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني وحقوق الشعب الفلسطيني.
مصر: رفض قاطع للتهجير
حذرت وزارة الخارجية المصرية من التداعيات الكارثية لهذه التصريحات، مؤكدة أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم التاريخية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتقوّض فرص التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. كما شددت على أن مثل هذه الأفكار تزيد من خطر اندلاع مواجهات جديدة، وتهدد استقرار المنطقة بالكامل.
وأوضحت مصر في بيانها: “نرفض تمامًا أي طرح أو تصور يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال”، مؤكدة أنها لن تكون طرفًا في أي مشروع يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية.
تحذيرات من تداعيات خطيرة
دعت مصر إلى التعامل مع جذور الصراع، التي تتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. كما أكدت التزامها بجهود إعادة الإعمار في غزة، دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم.
من جانبه، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على رفض أي محاولات تهدف إلى الاستيلاء على غزة أو تهجير سكانها، مثمّنًا دعم مصر وموقفها الراسخ في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
في السياق ذاته، أكدت حركة حماس أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي طرف بانتزاعه من أرضه التاريخية، مشددة على أن هذه المخططات محكوم عليها بالفشل أمام صمود الفلسطينيين ودعم المجتمع الدولي لحقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
إدانات دولية
أثارت التصريحات الإسرائيلية موجة غضب دولية، حيث اعتبرها خبراء سياسيون تتنافى مع القانون الدولي والإنساني، وتعدّ تعديًا سافرًا على حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف. وأكدوا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 هي المفتاح الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ختامًا، شددت جمهورية مصر العربية على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث بشكل دائم، والعمل مع الشركاء الدوليين لضمان إعادة الإعمار ودعم الفلسطينيين في أرضهم، مع رفض أي حلول تكرّس التهجير القسري أو المساس بحقوقهم التاريخية.