شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية، السبت، غارة على بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، وذلك قبل أيام من انتهاء المهلة المحددة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 18 فبراير.
استهداف دون إصابات وتصاعد التوتر
ذكرت الوكالة أن الغارة استهدفت حي العقبة، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان، لكن لم تُسجَّل أي إصابات. يأتي هذا التصعيد في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، لوضع حد للقصف المتبادل عبر الحدود والذي تصاعد منذ سبتمبر 2024 مع بدء إسرائيل تكثيف غاراتها وعملياتها البرية في مناطق حدودية.
اتفاق هش ومهلة متعثرة
ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة، وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك. ورغم تمديد المهلة حتى 18 فبراير بعد رفض إسرائيل الانسحاب ضمن الجدول الزمني المحدد، فإن التصعيد العسكري لا يزال مستمرًا.
مخاوف من انهيار الاتفاق
خلال الأسابيع الماضية، كثّف الجانبان هجماتهما، فيما أكدت إسرائيل أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية أو نقل أسلحة. وعلى الرغم من إعلان مسؤول أمني إسرائيلي أن بلاده مستعدة للانسحاب ضمن المهلة، فإن تل أبيب نفذت قصفًا جويًا على مواقع عسكرية للحزب، قائلة إنها تشكل تهديدًا مباشرًا.
في المقابل، أبلغ لبنان الوسيط الأميركي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل الإبقاء على قواتها في خمس نقاط جنوب البلاد بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري. ومع اقتراب الموعد المحدد، يظل مستقبل الاتفاق غامضًا في ظل التصعيد الميداني واستمرار الخلافات السياسية حول تنفيذ بنوده.