Times of Egypt

سكان الفاشر السودانية المحاصرة يحتمون من القصف داخل ملاجئ حفروها بأيديهم

M.Adam
This handout satellite photo obtained from Planet Labs PBC and taken on January 1, 2023 shows the Hagar Qadu Souk (market) in al-Fasher, the capital of Sudan's North Darfur state. For almost two years the paramilitary Rapid Support Forces (RSF) and Sudan's army have waged a war that has killed tens of thousands and created what United Nations Secretary-General Antonio Guterres on March 14 called "a crisis of staggering scale and brutality." El-Fasher, the capital of North Darfur state, is the only major city in Darfur still under army control, leaving it a strategic prize in the war. (Photo by Planet Labs PBC / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / 2025 PLANET LABS PBC" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

في مدينة الفاشر السودانية، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع، اضطر آلاف السكان إلى حفر ملاجئ على عجل تحت المنازل والمحلات التجارية وحتى المستشفيات، لحماية أنفسهم من المدفعية والطائرات المسيّرة

تعد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منطقة محصّنة يسيطر عليها الجيش وفصائل مسلحة حليفة تعرف باسم “القوات المشتركة”، وهي المدينة الكبرى الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع في حربها مع الجيش منذ أبريل 2023.

نفيسة مالك إحدى هؤلاء والتي أطفالها الخمسة في حفرة ضيقة لحمايتهم من القذائف التي تتساقط على مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان.

وتم حفر مدخل هذا الملجأ الصغير بجوار منزلها، وتدعيمه بقطع من الخشب والحديد، في حين تحيط أكياس الرمل بالفتحة للحماية من شظايا القذائف.

ولحماية أنفسهم من المدفعية والطائرات المسيّرة، اضطر آلاف السكان إلى حفر ملاجئ على عجل تحت المنازل والمحلات التجارية وحتى المستشفيات.

في حي أولاد الريف، اعتقد محمد إبراهيم (54 عاما) في بداية الحصار في أيار/مايو 2024 أن الاختباء تحت الأسرّة سيكون كافيا، لكن “بعض المنازل لم تسلم وفقدنا جيرانا كما أن الأصوات تجعل الأطفال في حالة هلع”.

عازما على حماية عائلته، حفر محمد إبراهيم ملجأ في حديقته، وفق ما يشرح لوكالة فرانس برس.

– غرفة عمليات تحت الأرض –

مستخدما بيانات الأقمار الاصطناعية في تتبع النزاع، تمكن مختبر جامعة ييل الأميركية من رصد “أضرار مركزة” في مدينة الفاشر بسبب القصف والحرائق والغارات الجوية.

وأصبحت أسواق المدينة شبه مهجورة، وبدأت الأسر بتقنين الطعام، ونقلت المستشفيات عملياتها إلى تحت الأرض.

في المستشفى السعودي، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في المدينة، حفر الموظفون ملجأ في تشرين الأول/أكتوبر.

عندما بدأ القصف، نقل الجراحون المرضى على وجه السرعة إلى الملجأ. وقال طبيب لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته “نستخدمه وسط القصف كغرفة عمليات نضيئها من هواتفنا”.

ويهز كل انفجار الملجأ والمعدات ويوتر الأعصاب.

كانت الفاشر عاصمة سلطنة الفور التي تأسست في القرن الثامن عشر، وتعني “مجلس السلطان” في اللهجة العربية السودانية.

اليوم أصبح للمدينة أهمية استراتيجية، فإذا سيطرت عليها قوات الدعم السريع فإنها ستستكمل بذلك سيطرتها على كامل دارفور وستكون في موقع قوة في مواجهة الجيش الذي يسيطر على شرق وشمال السودان.

– “تهديد وجودي” –

يعدّ دعم السكان المحليين أمرا حاسما للجيش في الفاشر، وخصوصا من قبائل الزغاوة الفاعلة في التجارة والسياسة الإقليمية والتي عانت من العنف العرقي على أيدي قوات الدعم السريع.

وقدمت شخصيات من قبيلة الزغاوة، من بينها حاكم دارفور مني مناوي ووزير المالية جبريل إبراهيم، دعمها للدفاع عن المدينة بعد أن بقيت على الحياد في بداية الحرب.

وتشكل مجموعاتهم المسلحة الجزء الأكبر من “القوات المشتركة”.

جيل ضائع

في هذه الأثناء، يعاني المدنيون من الجوع، والمدينة على شفا المجاعة.

وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر، ومن المتوقع أن تنتشر إلى خمس مناطق أخرى من بينها الفاشر بحلول مايو المقبل.

في شمال دارفور، يواجه نحو مليوني شخص انعداما شديدا للأمن الغذائي، ويعاني 320 ألف شخص بالفعل من المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

والمساعدات شبه معدومة، والوكالات الإنسانية القليلة المتبقية مضطرة إلى تعليق عملياتها في مواجهة الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع.

شارك هذه المقالة