حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، من إصدار “استنتاجات متسرعة أو توقعات غير واقعية” بشأن مسار المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، في ظل استعداد الجانبين لعقد جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة العُمانية مسقط خلال الأسبوع المقبل.
تصريحات عراقجي جاءت عقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، والتي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، وشهدت لقاءات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف. وقال عراقجي، وفقاً لما نقلته صحيفة “اعتماد” الإيرانية، إن “الوقت لا يزال مبكراً للحكم على نتائج هذه المحادثات، ولا توجد أسباب تدعو إلى التفاؤل أو التشاؤم في هذه المرحلة”.
وأضاف أن إيران تتبع نهجاً تدريجياً في التعامل مع المفاوضات، مؤكداً أن النتائج الحقيقية ستتضح خلال الجولات المقبلة، وليس في المرحلة الحالية.
وتوصل الجانبان، عقب اجتماعات روما، إلى اتفاق على مواصلة “المفاوضات الفنية” يوم الأربعاء المقبل، يليها عقد جولة ثالثة من المباحثات السياسية مطلع الأسبوع التالي، على أن تجرى كلتاهما في مسقط.
ويعتقد مراقبون أن التركيز الأساسي في المفاوضات المقبلة سيكون على مسألة تخصيب اليورانيوم، التي تُعد واحدة من أكثر النقاط الخلافية حساسية بين طهران وواشنطن. وتؤكد إيران استعدادها للعودة إلى مستوى التخصيب المنصوص عليه في الاتفاق النووي السابق، شريطة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وتسعى طهران أيضاً إلى إلغاء تجميد أرصدتها الخارجية، والتي تُقدر بأكثر من 100 مليار دولار، وتعد من المطالب الجوهرية للجانب الإيراني في أي اتفاق مستقبلي.
كما تطالب إيران بضمانات دولية واضحة تضمن استمرارية أي اتفاق يتم التوصل إليه، وترفض في الوقت ذاته التخلي الكامل عن التكنولوجيا النووية السلمية، التي تقول إنها حق مشروع لها بموجب المعاهدات الدولية.
من جهته، يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بموقفه المتشدد، داعياً إلى منع إيران من امتلاك أي قدرة تؤهلها لصنع سلاح نووي. وتصر واشنطن على إدراج ملفات إضافية مثل برنامج الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي لإيران ضمن أي اتفاق نووي جديد.
ورغم هذا التباين، تؤكد طهران التزامها بخيار الحوار والدبلوماسية، وتنفي في الوقت ذاته سعيها لامتلاك سلاح نووي، مشددة على أن برنامجها يهدف إلى توليد الطاقة للأغراض المدنية فقط.