Times of Egypt

«عربات جدعون».. والحل النهائي النازي!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..


في يناير 1942، أكمل النظام النازي الألماني خطته.. لنقل يهود ألمانيا وأوروبا إلى خارج القارة. بلغت العملية ذروتها في الهولوكوست (الإبادة الجماعية).. خلال الحرب العالمية الثانية. في مايو 2025، أكملت إسرائيل خطتها.. لترحيل أبناء غزة إلى خارج القطاع وفلسطين. بدأ التنفيذ على مهل، وبمباركة أمريكية. انتهاك وقف إطلاق النار.. الذي ضغط ترامب للتوصل إليه. ثم حرب تجويع لا مثيل لها.. وسط عجز عالمي عن فعل شيء.
جاءت الخطوة الأهم، بالاستعداد لتنفيذ عملية «عربات جدعون».. خلال أيام، التي يشارك فيها عشرات آلاف الجنود.. لاحتلال القطاع، ودفع أبنائه إلى رفح الفلسطينية، وتجميعهم فى معسكرات اعتقال.. تمهيداً لإجبارهم على المغادرة نهائياً.
«غزة سيتم تدميرها بالكامل، نتيجة الانتصار العسكري الإسرائيلي. سكانها سيغادرون بأعداد كبيرة.. إلى دول أخرى».
هكذا صرَّح سموتريتش – وزير المالية المتطرف – معبرًا عن سياسة الحكومة.. التي اختارت التطهير العرقي، وسياسة «الأرض المحروقة».. وسيلة أخيرة للانتهاء من قطاع غزة.
خلال الخمسة عشرة شهر الأولى من العدوان الهمجي على القطاع، كان نتنياهو يكرر دائماً.. أن هدفه القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
بعد تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي، وإعطائه إسرائيل الموافقة الكاملة.. على ما تقوم به، لم يعد نتنياهو يمارس «إمساك العصا من المنتصف». ركن – بلا خجل – قضية الرهائن جانباً. لا يهم الرأي العام الإسرائيلي، ومطالبته بعودة 59 رهينة سالمين.
هزيمة حماس، وترحيل الفلسطينيين.. أصبح الهدف الأوحد لحكومته.
كي يخدع أُسر الرهائن، أعطى نتنياهو حماس إنذارًا.. بالخضوع الكامل، والإفراج عن الرهائن دون شرط، في موعد أقصاه نهاية جولة ترامب في دول الخليج الأسبوع المقبل.
يعتقد المتطرفون في حكومة الحرب، أن الظروف نضجت لتنفيذ «الحل النهائي».
أسابيع التجويع الطويلة، أنهكت الغزاويين. ترامب في عجلة من أمره، لكي تسوِّي إسرائيل المشكلة. العالم تقريباً نسي العدوان على غزة. حرب التعرفات الجمركية الترامبية، شغلت الحكومات. الصراع الهندي-الباكستاني المستجد، يثير المخاوف من حرب نووية.
هذا وقت إسرائيل. دفعت بآلاف الجنود.. من أجل احتلال واسع النطاق لغزة، وتجميع غالبية أبنائها (2.3 مليون نسمة).. في رفح، وممارسة كل الأساليب معهم.. لكي يغادروا إلى خارج القطاع.
وكما استغرقت الخطة النازية – لترحيل يهود ألمانيا وأوروبا سنوات، عملت حكومة نتنياهو بهدوء.. واستغلت التحولات الدولية؛ خاصة وصول ترامب للرئاسة.. لتحقيق أهدافها كاملة.
نتنياهو.. لم يكن يتحدث في السابق عن الترحيل. ترك الأمر للوزراء المتطرفين؛ كسموتريتش، وبن غفير. الآن يتحدث علانية.. عن الإبعاد الجماعي. وصف خطته بأنها «تحركات نهائية».. للقضاء على حماس. وزير دفاعه، ورئيس الأركان.. ما من حديث لهما عن الحرب، إلا وتضمَّن تعهداً بترحيل الفلسطينيين. ترك نتنياهو الوفد الإسرائيلي يتفاوض مع الوسطاء.. على صفقة مع حماس، دون أن يعطيه صلاحيات. كان يستعد بخطة شاملة.. لإنهاء مشكلة غزة، مرة واحدة وللأبد.
يعتقد المتطرفون الذين يحكمون إسرائيل.. أن لا شيء سيحول بينهم، وبين إسدال الستار على القضية الفلسطينية؛ غير مدركين أنهم لم يحققوا أهدافهم خلال 19 شهراً من العدوان.
هتلر فشل قبلهم، وهم سيفشلون أيضاً.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة