Times of Egypt

بدون اكتراث!

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب

الحكومات عادة تتسم باليقظة.. في متابعة أحوال الناس الذين تحكمهم؛ وتحديداً الأحوال المعنوية. وتهتم الحكومات دوماً بقياس حالة الرضا بين الناس، والتغيرات التي تطرأ عليها، لذلك تهتم برصد أي ضيق أو تبرم مكتوم، وبالطبع أي غضب ظاهر.. لكي تبدد هذا الضيق، وتزيل أسبابه، وتعالج هذا التبرم، وتنهى هذا الغضب في المهد.

هذا ما تفعله دوماً الحكومات، حتى لا ينفجر غضب الناس الذين تحكمهم.. في احتجاجات جماهيرية صاخبة، تهدد – أول ما تهدد – هذه الحكومات ذاتها، وتجعل استمرارها وبقاءها.. مشكوكاً فيه.

 أما التعامل مع ضيق الناس، وتبرمهم، وغضبهم المكتوم.. بعدم اكتراث، فهذا ليس من الحصافة الحكومية؛ لأنه يُفقدها القدرة على الرؤية السليمة والصحيحة.. لما يحدث في المجتمع، وبالتالي يُفقدها القدرة على العلاج المبكر للضيق الجماهيري.. قبل أن يتحول هذا الضيق إلى غضب علني، يترجم في احتجاجات.

ودوماً، الحكومات التى تتعامل باكتراث واهتمام.. مع الشعوب التي تحكمها، تحمي نفسها من غضب هذه الشعوب. بينما الحكومة التي تتعامل بدون اكتراث.. مع الشعب الذي تحكمه، وبلا اهتمام مناسب، فإنها لا تحمي استقرار مجتمعها، وتهدد بقاءها ذاته!

خلاصة الأمر، إن الذكاء الحكومي يقتضي من الحكومة.. أن تهتم بأحوال الناس المعنوية.. إلى جانب أحوالهم المادية، وأن تحترم الناس.. بقدر مناسب من الاكتراث والاهتمام، خاصة شكاواهم ومعاناتهم، وآلامهم وأوجاعهم.. التي يتحملونها.

نقلاً عن «فيتو«

شارك هذه المقالة